الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
الأول: أن قوله: " باب " ينبغي أن لا يعرب; لأنه كتعديد الأسماء من غير تركيب، والإعراب لا يكون إلا بعد العقد والتركيب، وقال بعضهم: باب، هو منون في الرواية، والتقدير: باب في تفسير قوله تعالى: nindex.php?page=treesubj&link=28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإن تابوا وأقاموا الصلاة وتجوز الإضافة، أي: باب تفسير قوله: " وإنما جعل الحديث تفسيرا للآية; لأن المراد بالتوبة في الآية الرجوع [ ص: 178 ] عن الكفر إلى التوحيد ففسره قوله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=650024حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. قلت: فيه نظر من وجوه:
الأول: أن قوله: " باب "، هو منون في الرواية دعوى بلا برهان، فمن قال من المشايخ الكبار: إن هذه رواية ممن لا يعتمد على كلامهم على أن الرواية إذا خالفت الدراية لا تقبل، اللهم إلا إذا وقع نحو هذا في الألفاظ النبوية، فحينئذ يجب تأويلها على وفق الدراية، وقد قلنا: إن هذا بمفرده لا يستحق الإعراب إلا إذا قدرنا نحو هذا باب بالتنوين أو بالإعراب بلا تنوين بتقدير الإضافة إلى الجملة التي بعده.
الثاني: أن تقديره بقوله: باب في تفسير قوله تعالى ليس بصحيح; لأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ما وضع هذا الباب في تفسير هذه الآية; لأنه ليس في صدد التفسير في هذه الأبواب، وإنما هو في صدد بيان أمور الإيمان، وبيان أن الأعمال من الإيمان على ما يراه، واستدل على ذلك في هذا الباب بالآية المذكورة، وبالحديث المذكور، أما الآية فلأن المذكور فيها التوبة التي هي الرجوع من الكفر إلى التوحيد، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وكذلك في الحديث المذكور فيه هذه الأشياء الثلاثة، فكما ذكر في الآية أن من أتى بهذه الأشياء الثلاثة فإنه يخلى.
فكذلك ذكر في الحديث أن من أتى بهذه الأشياء الثلاثة فإنه قد يعصم دينه وماله إلا بحق، ومعنى التخلية والعصمة واحد هاهنا، وهذا هو وجه المناسبة بين الآية المذكورة، والحديث المذكور.
النظر الثالث: أن قوله: ففسره قوله عليه السلام: nindex.php?page=hadith&LINKID=650024حتى يشهدوا أن لا إلا الله، وأن محمدا رسول الله ليس كذلك; لأنه ما أخرج الحديث هاهنا تفسيرا للآية، وإنما أخرجه هاهنا لأجل الرد على المرجئة في قولهم: إن الإيمان غير مفتقر إلى الأعمال على أنه قد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه أن هذه الآية nindex.php?page=treesubj&link=28860آخر ما نزل من القرآن، ولا شك أن الحديث المذكور متقدم عليها; لأن النبي عليه السلام إنما أمر بقتال الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله في ابتداء البعثة، والمتقدم لا يكون مفسرا للمتأخر.
الوجه الثاني في الكلام في الآية المذكورة، وهو على أنواع:
النوع الثاني: في لغات الآية، فقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5انسلخ معناه خرج، يقال: انسلخ الشهر من سنته، والرجل من ثيابه، والحبة من قشرها، والنهار من الليل المقبل; لأن النهار مكور على الليل، فإذا انسلخ ضوؤه بقي الليل غاسقا قد غشي الناس، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: انسلخ الشهر، كقولهم انجرد الشهر، وسنة جرداء، nindex.php?page=treesubj&link=8193والأشهر الحرم ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب الفرد الذي بين جمادى، وشعبان.
قوله: " nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5واحصروهم " . يعني: قيدوهم وامنعوهم من التصرف في البلاد، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما حصرهم أن يحال بينهم وبين المسجد الحرام، قولهم: كل مرصد. يعني كل ممر ومجتاز ترصدونهم به.
قوله: " nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فخلوا سبيلهم " . يعني: أطلقوا عنهم قيد الأسر والحصر أو معناه كفوا عنهم، ولا تتعرضوا لهم; لأنهم عصموا دماءهم وأموالهم بالرجوع عن الكفر إلى الإسلام وشرائعه، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: دعوهم، وإتيان المسجد الحرام، إن الله غفور يغفر لهم ما سلف من الكفر والغدر رحيم بالعفو عنهم.
الوجه الثالث: ذكر الآية والتبويب عليها للرد على المرجئة كما ذكرنا، وللتنبيه على أن الأعمال من الإيمان، وأنه قول وعمل، كما هو مذهبه، ومذهب جماعة من السلف.
المكتبة الإسلامية
كتاب الأمة
حول المكتبة
قائمة الكتب
عرض موضوعي
تراجم الأعلام
الرئيسية
موسوعات
مقالات
الفتوى
الاستشارات
الصوتيات
المواريث
بنين وبنات