الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3152 5 - حدثنا بشر بن محمد ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17257همام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه ، nindex.php?page=hadith&LINKID=653083عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه ، يعني nindex.php?page=treesubj&link=31931_11349لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها .
مطابقته للترجمة يمكن أن تكون من حيث إن nindex.php?page=treesubj&link=31808خلق حواء مضاف إلى خلق آدم - صلى الله عليه وسلم - ، وبشر بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة ابن محمد أبو محمد المروزي ، وعبد الله هو ابن المبارك المروزي .
قوله : " نحوه " قال بعضهم : لم يسبق للمتن المذكور طريق يعود عليها هذا الضمير ، فكأنه يشير إلى أن اللفظ الذي حدثه به شيخه فهو بمعنى اللفظ الذي ساقه .
( قلت ) : هذا ما فيه كفاية للمقصود ولا له التئام من جهة التركيب ; لأن الذي يذوق دقائق التراكيب ما يرضى بهذا الذي ذكره ، بل الظاهر أن هاهنا وقع سقط جملة ; لأن لفظة نحوه أو مثله لا يذكر إلا إذا مضى حديث بسند ومتن ، ثم إذا أريد إعادته بذكر سند آخر يذكر سنده ، ويذكر عقيبه لفظ نحوه أو مثله : أي نحو المذكور ، ولا يعاد ذكر المتن اكتفاء بذكر السند فقط ; لأن لفظ نحوه ينبئ عن ذلك ، والذي يظهر لي بالحدس أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري روى قبل هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=16957محمد بن رافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17257همام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=688534لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام ولم يخنز اللحم ، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر " .
ثم رواه عن بشر بن محمد ، عن عبد الله ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17257همام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال نحوه : أي نحو الحديث المذكور ، ثم فسر ذلك بقوله : يعني لولا بنو إسرائيل إلى آخره ، وإنما ذكر لفظ يعني إشارة إلى أن المتن الذي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر يغاير المتن الذي رواه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ببعض زيادة ، وهو قوله : لم يخبث الطعام ، وفي آخره لفظ الدهر ، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري روى عن محمد بن رافع بن أبي زيد النيسابوري ، وروى عنه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا ، والحديث الذي ذكرناه هو بعينه رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، ولا مانع أن يتفقا على الرواية ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16957محمد بن رافع هذا الحديث فهذا الذي ظهر لنا والله أعلم .
قوله : " لم يخنز اللحم " بالخاء المعجمة وفتح النون ، وبالزاي : أي لم ينتن ، ويقال أيضا : خنز بكسر النون يخنز بفتحها من باب علم يعلم ، والأول من باب ضرب يضرب ، ويقال أيضا : خزن يخزن على القلب مثل جبذ وجذب .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : خنز اللحم والتمر والجوز خنوزا فهو خنز إذا فسد ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة كان المن والسلوى يسقط على بني إسرائيل من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، كسقوط الثلج ، فيؤخذ منه بقدر ما يغني ذلك اليوم إلا يوم الجمعة فإنهم يأخذون له ، وللسبت فإن تعدوا إلى أكثر من ذلك فسد ما ادخروا ، فكان ادخارهم فسادا للأطعمة عليهم وعلى غيرهم ، وقال بعضهم : لما نزلت المائدة عليهم أمروا أن لا يدخروا فادخروا ، وقيل : يحتمل أن يكون من اعتدائهم في السبت ، وقيل : كان سببه أنهم أمروا بترك ادخار السلوى فادخروه حتى أنتن ، فاستمر نتن اللحوم من ذلك الوقت ، أو لما صار الماء في أفواههم دما ، وأنتنوا بذلك سرى ذلك النتن إلى اللحم وغيره عقوبة لهم .
وفي الحلية لأبي نعيم ، عن
وهب بن منبه قال : وجدت في بعض الكتب عن الله تعالى لولا أني كتبت الفناء على الميت لحبسه أهله في بيوتهم ، ولولا أني كتبت الفساد على الطعام لخزنته الأغنياء عن الفقراء ، قوله : " ولولا حواء عليها الصلاة والسلام " حواء بالمد سميت بذلك لأنها أم كل حي ، أو لأنها خلقت من ضلع آدم - صلى الله عليه وسلم - القصيرى اليسرى وهو حي قبل دخوله الجنة ، وقيل فيها : ومعنى خلقت أخرجت كما تخرج النخلة من النواة ، ومعنى لولا حواء لم تخن أنثى زوجها أنها دعت آدم إلى الأكل من تلك الشجرة ، وذكر الماوردي أنها البر ، وقيل : التين ، وقيل : الكافور ، وقيل : الكرم ، وقيل : شجرة الخلد التي كانت الملائكة تأكل منها .