3674  370  - حدثنا  هدبة بن خالد ،  حدثنا  همام بن يحيى ،  حدثنا  قتادة ،  عن  أنس بن مالك ،  عن مالك بن صعصعة  رضي الله عنهما ، أخبرنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حدثهم عن ليلة أسري به : بينما أنا في الحطيم   - وربما قال في الحجر   - مضطجعا إذ أتاني آت فقد ، قال : وسمعته يقول : فشق ما بين هذه إلى هذه ، فقلت للجارود  وهو إلى جنبي : ما يعني به ؟ قال : من ثغرة نحره إلى شعرته ، وسمعته يقول : من قصه إلى شعرته فاستخرج قلبي ، ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا ، فغسل قلبي ،  ثم حشي ، ثم أعيد ، ثم أتيت بدابة دون البغل ، وفوق الحمار أبيض ، فقال له الجارود :  هو البراق يا أبا حمزة ؟  قال  أنس :  نعم ، يضع خطوه عند أقصى طرفه ، فحملت عليه ، فانطلق بي جبريل  حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل ،  قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به ، فنعم المجيء جاء ، ففتح ، فلما خلصت ، فإذا فيها آدم ،  فقال : هذا أبوك آدم  فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد السلام ، ثم قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح . ثم صعد حتى أتى السماء الثانية ، فاستفتح ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ،  قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، ففتح ، فلما خلصت إذا يحيى  وعيسى  وهما ابنا الخالة قال : هذا يحيى  وعيسى  فسلم عليهما ، فسلمت فردا ، ثم قالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة ، فاستفتح ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ،  قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، ففتح ، فلما خلصت إذا يوسف ،  قال : هذا يوسف  فسلم عليه ، فسلمت عليه فرد ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح . 
ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ،  قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أرسل إليه قال : نعم ، قيل : مرحبا به ، فنعم المجيء جاء ، ففتح ، فلما خلصت إلى إدريس  قال : هذا إدريس  فسلم عليه ، فسلمت عليه فرد ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح . 
ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح قيل من هذا ؟ قال : جبريل ،  قيل : ومن معك ؟ قال : محمد - صلى الله عليه وسلم - قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، فلما خلصت ، فإذا هارون  قال : هذا هارون ،  فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح . 
ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح قيل: من هذا ؟ قال : جبريل ،  قيل : من معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قال : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، فلما خلصت ، فإذا موسى  قال : هذا موسى ،  فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، فلما تجاوزت بكى قيل له :  [ ص: 22 ] ما يبكيك ؟ قال : أبكي ; لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي ، ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل ،  قيل : من هذا ؟ قال : جبريل  قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ، قال : نعم ، قال : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، فلما خلصت فإذا إبراهيم  قال : هذا أبوك ، فسلم عليه ، قال : فسلمت عليه ، فرد السلام ، قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ، ثم رفعت إلى سدرة المنتهى ، فإذا نبقها مثل قلال هجر ،  وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قال : هذه سدرة المنتهى ، وإذا أربعة أنهار نهران باطنان ، ونهران ظاهران فقلت : ما هذان يا جبريل ؟  قال : أما الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات ، ثم رفع لي البيت المعمور ، ثم أتيت بإناء من خمر ، وإناء من لبن ، وإناء من عسل ، فأخذت اللبن فقال : هي الفطرة أنت عليها وأمتك . 
ثم فرضت علي الصلوات خمسين صلاة كل يوم ، فرجعت فمررت على موسى  فقال : بما أمرت ؟ قال : أمرت بخمسين صلاة كل يوم قال : إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم ، وإني والله قد جربت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل  أشد المعالجة ; فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، فرجعت فوضع عني عشرا ، فرجعت إلى موسى ،  فقال مثله ، فرجعت فوضع عني عشرا ، فرجعت إلى موسى ،  فقال مثله ، فرجعت فوضع عني عشرا ، فرجعت إلى موسى ،  فقال مثله ، فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم ، فرجعت ، فقال مثله ، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم ، فرجعت إلى موسى ،  فقال : بما أمرت قلت : أمرت بخمس صلوات كل يوم قال : إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم ، وإني قد جربت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل  أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك ، فاسأله التخفيف لأمتك قال : سألت ربي حتى استحييت ، ولكن أرضى وأسلم قال : فلما جاوزت نادى مناد أمضيت فريضتي ، وخففت عن عبادي . 
     	
		
				
						
						
