3998  256  - حدثنا  يحيى بن بكير ،  حدثنا  الليث ،  عن  عقيل ،  عن  ابن شهاب ،  عن  عروة ،  عن  عائشة :  أن فاطمة  عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر  تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة  وفدك ،  وما بقي من خمس خيبر ،  فقال أبو بكر :  إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث ، ما تركنا صدقة ، إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم  [ ص: 258 ] في هذا المال ،  وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر  أن يدفع إلى فاطمة  منها شيئا ، فوجدت فاطمة  على أبي بكر  في ذلك فهجرته ، فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي  ليلا ، ولم يؤذن بها أبا بكر  وصلى عليها ، وكان لعلي  من الناس وجه حياة فاطمة ،  فلما توفيت استنكر علي  وجوه الناس ، فالتمس مصالحة أبي بكر  ومبايعته ، ولم يكن يبايع تلك الأشهر ، فأرسل إلى أبي بكر  أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر  عمر  فقال  عمر :  لا والله لا تدخل عليهم وحدك ، فقال أبو بكر :  وما عسيتهم أن يفعلوا بي والله لآتينهم ، فدخل عليهم أبو بكر  فتشهد علي  فقال : إنا قد عرفنا فضلك ، وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ، ولكنك استبددت علينا بالأمر ، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبا حتى فاضت عينا أبي بكر ،  فلما تكلم أبو بكر  قال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي ، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال ، فلم آل فيها عن الخير ، ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته ، فقال علي  لأبي بكر :  موعدك العشية للبيعة ، فلما صلى أبو بكر  الظهر رقي على المنبر فتشهد وذكر شأن علي  وتخلفه عن البيعة ، وعذره بالذي اعتذر إليه ، ثم استغفر وتشهد علي  فعظم حق أبي بكر ،  وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ،  ولا إنكارا للذي فضله الله به ، ولكنا كنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا ، فاستبد علينا ، فوجدنا في أنفسنا ، فسر بذلك المسلمون ، وقالوا : أصبت ، وكان المسلمون إلى علي  قريبا حين راجع الأمر بالمعروف  . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					