التالي السابق

الشرح

أَيْ : هَذَا بَابٌ فِي بَيَانِ الصَّلَاةِ عَلَى الْحَصِيرِ يَعْنِي جَائِزَةٌ ، وَالْحَصِيرُ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِ الصَّادِ الْمُهْمَلَتَيْنِ ، وَذَكَرَ ابْنُ سِيدَهْ [ ص: 109 ] فِي الْمُحْكَمِ وَالْمُحِيطِ الْأَعْظَمِ أَنَّهَا سَفِيفَةٌ تُصْنَعُ مِنْ بَرْدِيٍّ وَأَسَلٍ ثُمَّ تُفْرَشُ ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، وَوَجْهُ الْأَرْضِ يُسَمَّى حَصِيرًا ، وَالسَّفِيفَةُ بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَبِالْفَاءَيْنِ شَيْءٌ يُعْمَلُ مِنَ الْخُوصِ كَالزِّنْبِيلِ ، وَالْأَسَلُ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَفِي آخِرِهِ لَامٌ نَبَاتٌ لَهُ أَغْصَانٌ كَثِيرَةٌ دِقَاقٌ لَا وَرَقَ لَهَا ، وَفِي الْجَمْهَرَةِ : وَالْحَصِيرُ عَرَبِيٌّ سُمِّيَ حَصِيرًا لِانْضِمَامِ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ : الْحَصِيرُ الْبَارِيَةُ .

( فَإِنْ قُلْتَ ) : مَا الْمُنَاسَبَةُ بَيْنَ هَذَا الْبَابِ وَالْبَابِ الَّذِي قَبْلَهُ ؟ ( قُلْتُ ) قَدْ ذَكَرْتُ عِنْدَ قَوْلِهِ : بَابٌ عَقْدُ الْإِزَارِ عَلَى الْقَفَا أَنَّ الْأَبْوَابَ الْمُتَعَلِّقَةَ بِالثِّيَابِ سَبْعَةَ عَشَرَ بَابًا ، وَالْمُنَاسَبَةُ بَيْنَهَا ظَاهِرَةٌ ، غَيْرَ أَنَّهُ تَخَلَّلَ بَيْنَ هَذِهِ الْأَبْوَابِ خَمْسَةُ أَبْوَابٍ لَيْسَ لَهَا تَعَلُّقٌ بِأَحْكَامِ الثِّيَابِ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا وَجْهَ تَخَلُّلِهَا ، وَالْمُنَاسَبَةَ بَيْنَهَا هُنَاكَ فَارْجِعْ إِلَيْهِ تَظْفَرْ بِجَوَابِكَ .

أي : هذا باب في بيان الصلاة على الحصير يعني جائزة ، والحصير بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين ، وذكر ابن سيده [ ص: 109 ] في المحكم والمحيط الأعظم أنها سفيفة تصنع من بردي وأسل ثم تفرش ، سمي بذلك لأنه على وجه الأرض ، ووجه الأرض يسمى حصيرا ، والسفيفة بفتح السين المهملة وبالفاءين شيء يعمل من الخوص كالزنبيل ، والأسل بفتح الهمزة والسين المهملة وفي آخره لام نبات له أغصان كثيرة دقاق لا ورق لها ، وفي الجمهرة : والحصير عربي سمي حصيرا لانضمام بعضها إلى بعض ، وقال الجوهري : الحصير البارية .

( فإن قلت ) : ما المناسبة بين هذا الباب والباب الذي قبله ؟ ( قلت ) قد ذكرت عند قوله : باب عقد الإزار على القفا أن الأبواب المتعلقة بالثياب سبعة عشر بابا ، والمناسبة بينها ظاهرة ، غير أنه تخلل بين هذه الأبواب خمسة أبواب ليس لها تعلق بأحكام الثياب ، وقد ذكرنا وجه تخللها ، والمناسبة بينها هناك فارجع إليه تظفر بجوابك .