الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4922 وقال وراد عن nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة : nindex.php?page=hadith&LINKID=656866قال nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة : لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=treesubj&link=29696_17944أتعجبون من غيرة سعد ! لأنا أغير منه ، والله أغير مني .
ووراد - بفتح الواو والراء المشددة وبالدال المهملة - اسم لمولى nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة وكاتبه ، وسعد بن عبادة - بضم العين المهملة وتخفيف الباء الموحدة - ابن دليم الخزرجي الساعدي نقيب بني ساعدة ، قيل شهد بدرا ونزل الشام فأقام بحوران إلى أن مات سنة خمس عشرة ، وقيل قبره بالمنيحة قرية من قرى غوطة دمشق .
ووصل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هذا المعلق الذي ذكره هنا مختصرا في كتاب الحدود عن nindex.php?page=showalam&ids=13941موسى بن إسماعيل عن nindex.php?page=showalam&ids=12118أبي عوانة عن nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير عن وراد ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
قوله ( غير مصفح ) بضم الميم وسكون الصاد المهملة وفتح الفاء وكسرها ; أي غير ضارب بعرضه ، بل بحده تأكيدا لبيان ضربه به لقتله . قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : فمن فتحه جعله وصفا للسيف وحالا منه ، ومن كسره جعله وصفا للضارب وحالا منه ، يقال أصفحت بالسيف فأنا مصفح والسيف مصفح به إذا ضربت بعرضه . وقال ابن قتيبة : أصفحت بالسيف إذا ضربت بعرضه . وقال ابن التين : مصفح بتشديد الفاء في سائر الأمهات ، وللسيف صفحتان وهما وجهاه العريضان ، وله حدان ; فالذي يضرب بالحد يقصد القتل ، والذي يضرب بالصفح يقصد التأديب . ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " غير مصفح عنه " ، قال بعضهم : هذه يترجح فيها كسر الفاء ، ويجوز الفتح أيضا على البناء للمجهول . قلت : قوله " على البناء للمجهول " غلط فاحش ، والصواب أن يقال على البناء للمفعول ، وقد يفرق بينهما من له أدنى مسكة من علم التصريف .
قوله ( أتعجبون ) الهمزة فيه للاستفهام ، يجوز أن يكون على سبيل الاستخبار ويجوز أن يكون على سبيل الإنكار ; يعني لا تعجبوا من غيرة سعد ، وأنا أغير منه - أي من سعد ، واللام في قوله " لأنا " للتأكيد ، وأكده باللام وبالجملة الاسمية .
قوله ( والله أغير مني ) ، قد ذكرنا الآن معنى غيرة العبد ، وأما معنى غيرة الله تعالى فالزجر عن الفواحش والتحريم لها والمنع منها ; لأن الغيور هو الذي يزجر عما يغار عليه ، وقد بين ذلك بقوله صلى الله تعالى عليه وسلم : ومن غيرته حرم الفواحش - أي زجر عنها ومنع منها ، وقال صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=689512غيرة الله أن لا يأتي المؤمن ما حرم الله عليه .
ومعنى حديث سعد : أنا أزجر عن المحارم منه ، والله أزجر مني .
واستدل nindex.php?page=showalam&ids=12927ابن المواز من المالكية بحديث سعد هذا أنه إن وقع ذلك ذهب دم المقتول هدرا ، وسيأتي الكلام فيه في باب الحدود ، وقيل : الغيرة محمودة ومذمومة ، وقد جاءت التفرقة بينهما في حديث جابر بن عتيك nindex.php?page=showalam&ids=27وعقبة بن عامر ، فحديث جابر بن عتيك رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في مسنده nindex.php?page=showalam&ids=14724وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير عن nindex.php?page=showalam&ids=16900محمد بن إبراهيم عن ابن جابر بن عتيك الأنصاري عن جابر بن عتيك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=668772إن من الغيرة ما يحبه الله ومنها ما يبغضه [ ص: 206 ] الله ، وإن من الخيلاء ما يحبه الله ومنها ما يبغض الله ، فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة ، وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير الريبة . وابن جابر بن عتيك هذا قال المزي في التهذيب : لعله عبد الرحمن . قال شيخنا : ليس هو عبد الرحمن ، وإنما هو أبو سفيان بن جابر بن عتيك لم يسم . وقد بين ذلك nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في صحيحه وذكره في الثقات ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في مسنده قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير ، عن زيد بن سلام ، عن عبد الله بن زيد الأزرق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=936756غيرتان إحداهما يحبها الله عز وجل والأخرى يبغضها الله عز وجل ; الغيرة في الريبة يحبها ، والغيرة في غيرها يبغضها الله . . . الحديث ، وقال شيخنا : لكن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص ، فرب رجل شديد التخيل فيظن ما ليس بريبة ريبة ، ورب رجل متساهل في ذلك فيحمل الريبة على محمل يحسن به ظنه .