الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5142 83 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان، عن nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور، عن nindex.php?page=showalam&ids=15802خالد بن معدان، عن nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة nindex.php?page=hadith&LINKID=655037أن النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 78 ] كان إذا رفع مائدته قال: " nindex.php?page=treesubj&link=18339_33147الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا ".
مطابقته للترجمة من حيث إنه يوضح معنى الترجمة ويبينها، nindex.php?page=showalam&ids=12180وأبو نعيم الفضل بن دكين، nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان هو الثوري، وثور بلفظ الحيوان المشهور هو ابن يزيد الشامي، وخالد بن معدان بفتح الميم وسكون العين المهملة الكلاعي بفتح الكاف وتخفيف اللام، nindex.php?page=showalam&ids=481وأبو أمامة بضم الهمزة صدي بن عجلان الباهلي.
والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا عن أبي عاصم يأتي عن قريب، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود أيضا في الأطعمة عن nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في الدعوات عن nindex.php?page=showalam&ids=15573بندار، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في الوليمة عن nindex.php?page=showalam&ids=16722عمرو بن منصور عن nindex.php?page=showalam&ids=12180أبي نعيم به وعن غيره، وفي اليوم والليلة عن محمد بن إسماعيل، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه في الأطعمة عن nindex.php?page=showalam&ids=15863دحيم.
قوله: "مائدته" قد تقدم أنه صلى الله عليه وسلم لم يأكل على الخوان وهنا يقول "إذا رفع مائدته" والجواب عن هذا إما أن يريد بالمائدة الطعام، أو ذلك الراوي وهو nindex.php?page=showalam&ids=9أنس لم ير أنه أكل عليها أو كان له مائدة لكن لم يأكل هو بنفسه صلى الله عليه وسلم عليها، وسئل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أنه هاهنا يقول على المائدة وثمة قال على السفرة لا على المائدة؟ فقال: إذا أكل الطعام على شيء ثم رفع ذلك الشيء والطعام يقال: "رفعت المائدة".
قوله: "كثيرا" أي حمدا كثيرا، وكذا في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه.
قوله: "طيبا " أي خالصا.
قوله: nindex.php?page=treesubj&link=18339 "مباركا فيه" أي في الحمد، ومباركا من البركة وهي الزيادة.
قوله: "غير مكفي" بفتح الميم وسكون الكاف وكسر الفاء وتشديد الياء، قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: يحتمل أن يكون من كفأت الإناء إذا كببته، فالمعنى غير مردود عليه إنعامه وإفضاله إذا فضل الطعام على الشبع، فكأنه قال: ليست تلك الفضلة مردودة ولا مهجورة، ويحتمل أن يكون من الكفاية، ومعناه أن الله تعالى غير مكفي رزق عباده أي ليس أحد يرزقهم غيره، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: غير محتاج إلى أحد فيكفى لكنه يطعم ويكفي، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14986القزاز: غير مستكفي أي غير مكتف بنفسي عن كفايته، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: غير مكفي أي لم يكتف من فضل الله ونعمه، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي: غير مكفي إشارة إلى الطعام، والمعنى رفع هذا الطعام غير مكفي أي غير مقلوب عنا من قولك: كفأت الإناء إذا قلبته والمعنى غير منقطع، هذا كله على أن الضمير لله، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي: الضمير للطعام ومكفي بمعنى مقلوب من الإكفاء وهو القلب، غير أنه لا يكفي الإناء للاستغناء عنه، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي عن أبي منصور الجواليقي أن الصواب غير مكافأ بالهمزة أي أن نعمة الله لا تكافأ
قلت: هذا التطويل بلا طائل بل لفظ مكفي من الكفاية، وهو اسم مفعول أصله مكفوي، على وزن مفعول، ولما اجتمعت الواو والياء قلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء، ثم أبدلت ضمة الياء كسرة لأجل الياء، والمعنى: هذا الذي أكلنا ليس فيه كفاية لما بعده بحيث إنه ينقطع ويكون هذا آخر الأكل، بل هو غير منقطع عنا بعد هذا، بل تستمر هذه النعمة لنا طول أعمارنا ولا تنقطع. والله أعلم.
قوله: "ولا مودع" بضم الميم وفتح الواو وتشديد الدال المفتوحة قالت الشراح: معناه غير متروك الطلب إليه والرغبة فيما عنده.
(قلت): معناه غير مودع منا، من الوداع يعني لا يكون آخر طعامنا، ويجوز كسر الدال، يعني غير تارك الطعام لما بعده.
قوله: "ولا مستغنى عنه" يؤكد المعنى الذي قلنا، وحاصله لا يكون لنا استغناء منه.
قوله: "ربنا" أي يا ربنا فحذف منه حرف النداء، ويجوز رفعه بأن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره هو ربنا، قالوا: ويصح أن ينصب بإضمار أعني، وكذلك ضبط في بعض الكتب ويصح خفضه بدلا من الضمير في عنه، قيل: ويصح أن يرتفع بالابتداء ويكون خبره مقدما عليه وهو "غير مكفي".