5400 47 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد الواحد، حدثنا عاصم، حدثتني حفصة بنت سيرين قالت: قال لي أنس بن مالك - رضي الله عنه -: يحيى بما مات؟ قلت: من الطاعون، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الطاعون شهادة لكل مسلم

التالي السابق

الشرح

مُطَابَقَتُهُ لِلتَّرْجَمَةِ ظَاهِرَةٌ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ هُوَ ابْنُ زِيَادٍ، وَعَاصِمٌ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلُ.

وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ بَصْرِيُّونَ، وَلَيْسَ لِحَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسٍ فِي الْبُخَارِيِّ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثُ، وَمَضَى الْحَدِيثُ فِي الْجِهَادِ عَنْ بِشْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا فِي الطِّبِّ.

قَوْلُهُ: "يَحْيَى بِمَا مَاتَ؟" يَحْيَى هُوَ ابْنُ سِيرِينَ أَخُو حَفْصَةَ الْمَذْكُورَةِ، سَأَلَهَا أَنَسٌ: بِمَا مَاتَ يَحْيَى؟ فَقَالَتْ: مَاتَ مِنَ الطَّاعُونِ، وَيُرْوَى: بِمَ مَاتَ بِحَذْفِ الْأَلِفِ مِنْ بِمَا، يَعْنِي: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ، وَهُوَ الْأَشْهَرُ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرَةَ وَهُوَ ابْنُ سِيرِينَ؛ لِأَنَّهَا كُنْيَةُ سِيرِينَ، وَكَانَتْ وَفَاةُ يَحْيَى فِي حُدُودِ التِّسْعِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ.

قَوْلُهُ: "شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ" يَعْنِي إِذَا مَاتَ مَطْعُونًا صَارَ كَالشَّهِيدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لِمُشَارَكَتِهِ إِيَّاهُ فِيمَا كَابَدَهُ مِنَ الشِّدَّةِ.

مطابقته للترجمة ظاهرة، وعبد الواحد هو ابن زياد، وعاصم هو ابن سليمان الأحول.

والإسناد كله بصريون، وليس لحفصة بنت سيرين عن أنس في البخاري إلا هذا الحديث، ومضى الحديث في الجهاد عن بشر بن محمد، عن عبد الله بن المبارك، وأخرجه مسلم أيضا في الطب.

قوله: "يحيى بما مات؟" يحيى هو ابن سيرين أخو حفصة المذكورة، سألها أنس: بما مات يحيى؟ فقالت: مات من الطاعون، ويروى: بم مات بحذف الألف من بما، يعني: من أي شيء، وهو الأشهر، ووقع في رواية مسلم يحيى بن أبي عمرة وهو ابن سيرين؛ لأنها كنية سيرين، وكانت وفاة يحيى في حدود التسعين من الهجرة.

قوله: "شهادة لكل مسلم" يعني إذا مات مطعونا صار كالشهيد في سبيل الله لمشاركته إياه فيما كابده من الشدة.