الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
6859 60 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15303عبد الله بن يزيد المقرئ ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15986سعيد ، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16283عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن nindex.php?page=showalam&ids=37أبيه ، nindex.php?page=hadith&LINKID=656745أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=treesubj&link=32219_28976إن أعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته .
مطابقته للجزء الثاني للترجمة ظاهرة ، وسعيد هو ابن أبي أيوب الخزاعي المصري ، واسم أبي أيوب مقلاص بكسر الميم وسكون القاف ، وفي آخره صاد مهملة ، وكان ثقة ثبتا ، قوله : " عن أبيه " هو nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص .
والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في فضائل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى وغيره ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في السنة عن nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة .
قوله : " إن أعظم المسلمين جرما " أي من حيث الجرم أي الذنب ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : إن أعظم الناس في المسلمين جرما ، قال الطيبي : [ ص: 33 ] شيخ شيخي فيه من المبالغة أنه جعله عظيما ثم فسره بقوله : " جرما " ليدل على أنه نفس الجرم ، وقوله : " في المسلمين " أي في حقهم ، قوله : " عن شيء " وفي رواية سفيان "عن أمر " قوله : " لم يحرم " على صيغة المجهول من التحريم ، صفة لقوله شيء ، قوله : " فحرم " على صيغة المجهول أيضا من التحريم ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " عليهم " وله من رواية سفيان عليهم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال عن nindex.php?page=showalam&ids=15350المهلب : ظاهر الحديث يتمسك به القدرية في أن الله يفعل شيئا من أجل شيء ، وليس كذلك ; بل nindex.php?page=treesubj&link=33679هو على كل شيء قدير ، فهو فاعل السبب والمسبب ، كل ذلك بتقديره ; ولكن الحديث محمول على التحذير مما ذكر ، فعظم جرم من فعل ذلك لكثرة الكارهين لفعله ، وقال غيره : nindex.php?page=treesubj&link=28787أهل السنة لا ينكرون إمكان التعليل وإنما ينكرون وجوبه ، فلا يمتنع أن يكون المقدر الشيء الفلاني يتعلق به الحرمة إن سئل عنه ، وقد سبق القضاء بذلك لا أن السؤال علة للتحريم ، فإن قلت : قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=43فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون يدل على وجوب السؤال ، قلت : هو معارض بقوله : " لا تسألوا عن أشياء " فالتحقيق أن المأمور به هو ما تقرر حكمه من وجوب ونحوه ، والمنهي هو ما لم يتعبد الله به عباده ولم يتكلم بحكم فيه ، فإن قلت : السؤال ليس يتعلق به حرمة ، ولئن تعلقت به فليس بكبيرة ، ولئن كانت فليست بأكبر الكبائر ، قلت : nindex.php?page=treesubj&link=19137_32219السؤال عن الشيء بحيث يصير سببا لتحريم شيء مباح هو أعظم الجرائم لأنه صار سببا لتضييق الأمر على جميع المسلمين ، فالقتل مثلا مضرته راجعة إلى المقتول وحده بخلافه فإنه عام للكل .