الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 86 ] أي : هذا باب في قول الله عز وجل : nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=26عالم الغيب إلخ ، ذكر هنا خمس قطع من خمس آيات ; ( الأولى ) : nindex.php?page=treesubj&link=29043_29692قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=26عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا يعني : الله عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول اختاره فيما يقوله ، والرسول إما جميع الرسل أو جبريل عليه السلام ; لأنه المبلغ لهم ، واختلف في المراد بالغيب فقيل : هو على عمومه ، وقيل : ما يتعلق بالوحي خاصة ، وقيل : ما يتعلق بعلم الساعة ، وهو ضعيف ; لأن علم الساعة مما استأثر الله بعلمه ، إلا إن ذهب قائل ذلك بأن الاستثناء منقطع ، وفي الآية رد على المنجمين وعلى كل من يدعي أنه يطلع على ما سيكون من حياة أو موت أو غير ذلك ; لأنه مكذب للقرآن .
( الآية الثانية ) nindex.php?page=treesubj&link=29692قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34إن الله عنده علم الساعة روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أن رجلا يقال له الوارث بن عمرو بن حارثة من أهل البادية أتى النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - فسأله عن الساعة ووقتها ، وقال : إن أرضنا أجدبت ، فمتى ينزل الغيث ؟ وتركت امرأتي حبلى ، فمتى تلد ؟ وقد علمت أين ولدت ، فبأي أرض أموت ؟ وقد علمت ما عملت اليوم ، فماذا أعمل غدا ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية .
( الآية الثالثة ) في الحجج القاطعة في إثبات العلم لله تعالى ، وحرفه صاحب الاعتزال نصرة لمذهبه فقال : أنزله ملتبسا بعلمه الخاص ، وهو تأليفه على نظم وأسلوب يعجز عنه كل بليغ ، ورد عليه بأن نظم العبارات ليس هو نفس العلم القديم بل دال عليه . ( الآية الرابعة ) كالآية الأولى في إثبات العلم . ( والآية الخامسة ) فمعناها : لا يعلم متى وقت قيامها غيره ، فالتقدير : إليه يرد علم وقت الساعة .