الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
759 180 - ( حدثنا بدل بن المحبر قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=650750nindex.php?page=treesubj&link=1542_1537كان ركوع النبي - صلى الله عليه وسلم - وسجوده وبين السجدتين ، وإذا رفع من الركوع ما خلا القيام والقعود - قريبا من السواء ) .
مطابقته للترجمة على تقدير وجود الباب هنا من حيث إن في قوله : " قريبا من السواء " إشعارا بأن في قوله : " كان ركوع النبي - صلى الله عليه وسلم - " إلى قوله : " ما خلا القيام " تفاوتا ، ويعلم أن فيه مكثا زائدا على أصل حقيقة الركوع والسجود وبين السجدتين ، وعند رفع رأسه من الركوع ، والمكث الزائد هو الطمأنينة والاعتدال في هذه الأشياء ، فافهم .
ذكر [ ص: 67 ] رجاله :
وهم خمسة : الأول : بدل - بفتح الباء الموحدة والدال المهملة بعدها اللام - ابن المحبر - بضم الميم وفتح الحاء المهملة وتشديد الباء المفتوحة ، وفي آخره راء - ابن منبه التميمي ، ثم اليربوعي أبو المنير البصري ، واسطي الأصل . الثاني : nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة بن الحجاج . الثالث : nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم - بفتح الحاء المهملة والكاف - ابن عتيبة الكوفي . الرابع : nindex.php?page=showalam&ids=16330عبد الرحمن ابن أبي ليلى الأنصاري الكوفي ، كان أصحابه يعظمونه ، كان أميرا ، أدرك مائة وعشرين صحابيا . قال nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير : رأيت nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى في حلقة فيها نفر من الصحابة يستمعون لحديثه وينصتون له ، مات غرقا بنهر البصرة سنة ثلاث وثمانين . الخامس : nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه .
( ذكر لطائف إسناده ) :
فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، والإخبار كذلك في موضع ، وفيه العنعنة في موضعين ، وفيه القول في ثلاثة مواضع . وفيه أن رواته كوفيون ما خلا بدل بن المحبر فإنه بصري ، وفيه أن شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وهو بدل من أفراده ، وفيه عن nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم التصريح بتحديثه له ، وفيه رواية التابعي عن التابعي عن الصحابي ; فالتابعي الأول هو nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم ، والثاني هو nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى . وفيه رواية ابن الصحابي عن الصحابي ، فإن أبا ليلى صحابي ، واسمه يسار بن بلال الأنصاري الأوسي ، قتل بصفين مع علي رضي الله تعالى عنه ، وفي اسمه اختلاف وكذا في اسم أبيه .
( ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره ) :
أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في الصلاة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة . وعن محمد بن عبد الرحمن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11798أبي أحمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17074مسعر ، كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم عنه به . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=16526عبيد الله بن معاذ ، عن أبيه . وعن أبي موسى nindex.php?page=showalam&ids=15573وبندار ، كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16769غندر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة به . وعن حامد بن عمر وأبي كامل ، كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=12118أبي عوانة . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=14181حفص بن عمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة به . وعن nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد وأبي كامل ، كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=12118أبي عوانة به . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=12285أحمد بن محمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك . وعن nindex.php?page=showalam&ids=15573بندار ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16769غندر ، كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة به . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=17381يعقوب بن إبراهيم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية . وعن عبيد الله بن سعيد ، عن يحيى ، كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة نحوه . وعن nindex.php?page=showalam&ids=14390أحمد بن سليمان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16715عمرو بن عون ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12118أبي عوانة بمعناه .
ذكر معناه :
قوله : “ ركوع النبي - صلى الله عليه وسلم - " اسم كان " وسجوده " عطف عليه . قوله : " وبين السجدتين " عطف على " ركوع النبي - صلى الله عليه وسلم - " على تقدير المضاف ، أي زمان ركوعه وسجوده وبين السجدتين ، ووقت رفع رأسه من الركوع سواء ، وإنما قدرنا هكذا ليستقيم المعنى به . ومعنى قوله : " وبين السجدتين “ أي الجلوس بينهما .
قوله : “ وإذا رفع رأسه " كلمة " إذا " للوقت المجرد منسلخا عنه معنى الاستقبال . قوله : " ما خلا القيام والقعود " بالنصب فيهما ; لأن معنى " ما خلا " بمعنى " إلا " يعني إلا القيام الذي هو للقراءة ، وإلا القعود الذي هو للتشهد ; فإنهما كانا أطول من غيرهما . قوله : " قريبا من السواء " منصوب ; لأنه خبر كان ، وفيه إشعار بأن في هذه الأفعال المذكورة تفاوتا وبعضها كان أطول من بعض .
( ذكر ما يستفاد منه ) :
احتج به بعضهم على أن nindex.php?page=treesubj&link=1542_1537الاعتدال والجلوس بين السجدتين لا يطولان ، ورد بأنهما ذكرا بعينهما ، فكيف يصح استثناؤهما بعد ذلك ، وهل يصح أن يقال : رأيت زيدا وعمرا وبكرا وخالدا إلا زيدا وعمرا ؟ فإن فيه التناقض . واحتج به أيضا بعضهم على استحباب تطويل الاعتدال والجلوس بين السجدتين ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : هذه الصفة - يعني الصفة المذكورة في الحديث - أكمل صفات صلاة الجماعة ، وأما nindex.php?page=treesubj&link=1677صلاة الرجل وحده فله أن يطيل في الركوع والسجود أضعاف ما يطيل في القيام وبين السجدتين وبين الركعة والسجدة . وفي ( التلويح ) قوله : “ قريبا من السواء " يدل على أن بعضها كان فيه طول يسير على بعض ، وذلك في القيام ، ولعله أيضا في التشهد ، وقال : وهذا الحديث يدل على أن الرفع من الركوع ركن طويل ، وذهب بعضهم إلى أن الفعل المتأخر بعد ذلك التطويل قد ورد في بعض الأحاديث ، يعني عن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة ، وكانت صلاته بعد ذلك تخفيفا ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : وهذا الحديث يدل على أن بعض الأركان أطول من بعض ، إلا أنها غير متباعدة ، إلا في القيام فإنه كان يطوله . واختلفوا في الرفع من الركوع هل هو ركن طويل أو قصير . ورجح أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أنه ركن قصير . وفائدة الخلاف فيه أن تطويله يقطع الموالاة الواجبة في الصلاة ، ومن هذا قال بعض الشافعية : إنه إذا طوله بطلت صلاته ، وقال بعضهم : لا تبطل حتى ينقله ركنا ، كقراءة الفاتحة والتشهد .