6095 - (قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا) (ن والضياء) عن بريدة (صح) .

التالي السابق

عرض الحاشية

(قَتْلُ الْمُؤْمِنِ) ؛ أَيْ: بِغَيْرِ حَقٍّ (أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا) وَمِنْ ثَمَّ ذَهَبَ بَعْضُ السَّلَفِ إِلَى عَدَمِ قَبُولِ تَوْبَتِهِ تَمَسُّكًا بِهَذَا الْخَبَرِ وَنَحْوِهِ كَخَبَرِ الشَّيْخَيْنِ (لَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا) فَفِيهِ إِشْعَارٌ بِالْوَعِيدِ عَلَى قَتْلِ الْمُؤْمِنِ مُتَعَمِّدًا بِمَا يَتَوَعَّدُ بِهِ الْكَافِرَ وَثَبَتَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لِمَنْ قَتَلَ عَامِلًا بِغَيْرِ حَقٍّ: تَزَوَّدْ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ فَإِنَّكَ لَا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّ الْقَاتِلَ أَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ أَيْضًا عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِلَفْظِ (زَوَالُ الدُّنْيَا عِنْدَ اللَّهِ أَهْوَنُ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ) قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ : ثَبَتَ النَّهْيُ عَنْ قَتْلِ الْبَهِيمَةِ بِغَيْرِ حَقٍّ وَالْوَعِيدُ فِي ذَلِكَ فَكَيْفَ بِقَتْلِ الْآدَمِيِّ، فَكَيْفَ بِالْمُسْلِمِ، فَكَيْفَ بِالصَّالِحِ؟!

(ن وَالضِّيَاءُ) الْمَقْدِسِيُّ (عَنْ بُرَيْدَةَ) بْنِ الْحُصَيْبِ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ

(قتل المؤمن) ؛ أي: بغير حق (أعظم عند الله من زوال الدنيا) ومن ثم ذهب بعض السلف إلى عدم قبول توبته تمسكا بهذا الخبر ونحوه كخبر الشيخين (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما) ففيه إشعار بالوعيد على قتل المؤمن متعمدا بما يتوعد به الكافر وثبت عن ابن عمر أنه قال لمن قتل عاملا بغير حق: تزود من الماء البارد فإنك لا تدخل الجنة، والجمهور على أن القاتل أمره إلى الله إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه وهذا الحديث رواه الترمذي أيضا عن ابن عمر بلفظ (زوال الدنيا عند الله أهون من قتل رجل مسلم) قال ابن العربي : ثبت النهي عن قتل البهيمة بغير حق والوعيد في ذلك فكيف بقتل الآدمي، فكيف بالمسلم، فكيف بالصالح؟!

(ن والضياء) المقدسي (عن بريدة) بن الحصيب ورواه الطبراني عن ابن عمر وحسنه الترمذي