9189 - المرء كثير بأخيه ( ابن أبي الدنيا في الإخوان) عن سهل بن سعد - (ض)

التالي السابق

عرض الحاشية

(الْمَرْءُ) قَلِيلٌ بِمُفْرَدِهِ (كَثِيرٌ بِأَخِيهِ) فِي النَّسَبِ أَوْ فِي الدِّينِ، قَالَ الْعَسْكَرِيُّ: أَرَادَ أَنَّ الرَّجُلَ وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا فِي نَفْسِهِ حِينَ انْفِرَادِهِ كَانَ كَثِيرًا بِاجْتِمَاعِهِ مَعَهُ، فَهُوَ كَخَبَرِ: اثْنَانِ فَمَا فَوْقَهُمَا جَمَاعَةٌ اهـ، وَهَذَا كَمَا تَرَى ذَهَابٌ مِنْهُ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ الْأُخُوَّةُ فِي الْإِسْلَامِ، وَنَزَّلَهُ الْمَاوَرْدِيُّ عَلَى أَنَّهَا أُخُوَّةُ النَّسَبِ، وَوَجَّهَهُ بِأَنَّ تَعَاطُفَ الْأَرْحَامِ وَحَمِيَّةَ الْقَرَابَةِ يَبْعَثَانِ عَلَى التَّنَاصُرِ وَالْأُلْفَةِ، وَيَمْنَعَانِ مِنَ التَّجَادُلِ وَالْفُرْقَةِ، أَنَفَةً مِنَ اسْتِعْلَاءِ الْأَبَاعِدِ عَلَى الْأَقَارِبِ، وَتَوَقِّيًا مِنْ تَسَلُّطِ الْغُرَبَاءِ الْأَجَانِبِ اهـ.

( ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ) أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ (فِي) كِتَابِ (الْإِخْوَانِ) وَكَذَا الْعَسْكَرِيُّ (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ) السَّاعِدِيِّ، وَرَوَاهُ الدَّيْلَمِيُّ وَالْقُضَاعِيُّ عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ شَارِحُهُ الْعَامِرِيُّ: وَهُوَ غَرِيبٌ.

(المرء) قليل بمفرده (كثير بأخيه) في النسب أو في الدين، قال العسكري: أراد أن الرجل وإن كان قليلا في نفسه حين انفراده كان كثيرا باجتماعه معه، فهو كخبر: اثنان فما فوقهما جماعة اهـ، وهذا كما ترى ذهاب منه إلى أن المراد الأخوة في الإسلام، ونزله الماوردي على أنها أخوة النسب، ووجهه بأن تعاطف الأرحام وحمية القرابة يبعثان على التناصر والألفة، ويمنعان من التجادل والفرقة، أنفة من استعلاء الأباعد على الأقارب، وتوقيا من تسلط الغرباء الأجانب اهـ.

( ابن أبي الدنيا ) أبو بكر القرشي (في) كتاب (الإخوان) وكذا العسكري (عن سهل بن سعد) الساعدي، ورواه الديلمي والقضاعي عن أنس ، قال شارحه العامري: وهو غريب.