الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2881 - nindex.php?page=treesubj&link=18467_19548 "ألا أعلمك خصلات؛ ينفعك الله (تعالى) بهن؟ عليك بالعلم ؛ فإن العلم خليل المؤمن؛ والحلم وزيره؛ والعقل دليله؛ والعمل قيمه؛ والرفق أبوه؛ واللين أخوه؛ والصبر أمير جنوده"؛ nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم ؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ؛ (ض) .
(ألا أعلمك خصلات) ؛ إذا عملت بهن؛ (ينفعك الله (تعالى) بهن) ؛ قال: علمني؛ فقال: nindex.php?page=treesubj&link=18467_18479 ( عليك بالعلم) ؛ أي: الزمه؛ تعلما؛ وتعليما ؛ والمراد العلم الشرعي؛ ويلحق به آلته؛ (فإن العلم خليل المؤمن) ؛ لأنه قد خله؛ أي: ضمه إلى الإيمان؛ فإنه لما علم؛ اهتدى؛ فمال إلى من آمن به؛ ليأتمر؛ وينتهي بنهيه؛ و"الخلة"؛ لغة: الضم؛ فكذا العلم؛ لما ظهر في صدر المؤمن؛ وجمعه؛ حتى لا تنتشر جوارحه في شهواته وهواه؛ سمي "خليله"؛ (والحلم وزيره) ؛ لأن nindex.php?page=treesubj&link=19548_19547الحلم سعة الصدر؛ وطيب النفس ؛ فإذا اتسع الصدر وانشرح بالنور؛ أبصرت النفس رشدها من غيها؛ وعواقب الخير؛ والشر؛ فطابت؛ وإنما تطيب النفس بسعة الصدر؛ وإنما تتسع بولوج النور الإلهي؛ فإذا أشرق نور اليقين في صدره؛ ذهبت الحيرة؛ وزالت المخاوف؛ واستراح القلب؛ وهي صفة الحلم؛ فهو وزير المؤمن؛ يؤازره على أمر ربه؛ على ما يقتضيه العلم؛ فإذا نفد الحلم؛ ضاقت النفس؛ [ ص: 113 ] وانفرد بلا وزير؛ (والعقل دليله) ؛ على مراشد الأمور؛ يبصره عيوبها؛ ويهديه لمحاسنها؛ ويزجره عن مساويها؛ (والعمل قيمه) ؛ يهيئ له مساكن الأبرار؛ في دار القرار؛ ويدبر له في معاشه طيب الحياة؛ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم ؛ الآية؛ nindex.php?page=treesubj&link=19649فالقيم شأنه أن يتوكل على الله؛ حتى يكفيه مهماته ؛ ( nindex.php?page=treesubj&link=20058والرفق أبوه) ؛ فالأب له تربية؛ ومع التربية عطف؛ وحنو؛ وتلطف بالولد؛ فكذا الرفق؛ يحوطه؛ ويتلطف له في أموره؛ ويعطف عليه في الراحة؛ (واللين أخوه) ؛ فكما أن الأخ معتمد أخيه؛ به استراحته؛ وإذا أعيا استند إليه؛ فاستراح؛ فكذا اللين؛ راحة المؤمن ؛ يهدي نفسه؛ ويطمئن قلبه؛ ويستريح بدنه من الحدة؛ والشدة؛ والغضب؛ وعذاب النفس؛ (والصبر أمير جنوده) ؛ لأن nindex.php?page=treesubj&link=19572_19571الصبر: ثبات القلب على عزمه ؛ فإذا ثبت الأمير؛ ثبت الجند لحرب العدو؛ وإذا أتت النفس بلذاتها؛ فغلبت القلب؛ حتى تستعمل الجوارح في المنهي؛ فقد ذهب الصبر؛ وهو ذهاب العزم؛ فبقي القلب أسيرا للنفس؛ فانهزم العقل؛ والحلم؛ والعلم؛ والرفق؛ واللين؛ وجميع جنوده التي أعطيها.