وَإِنْ تَسْأَلُونِي قُلْتُ هَا أَنَا عَبْدُهُ ... وَإِنْ تَسْأَلُوهُ قَالَ ذَلِكَ مَوْلَايَ
يُقَاسُ الْمَرْءُ بِالْمَرْءِ ... إِذَا مَا هُوَ مَاشَاهُ
وَلِلشَّيْءِ عَلَى الشَّيْءِ ... مَقَايِيسُ وَأَشْبَاهُ
[ ص: 248 ] وَلِلْقَلْبِ عَلَى الْقَلْبِ ... دَلِيلٌ حِينَ يَلْقَاهُ
سَلُوا عَنْ مَوَدَّاتِ الرِّجَالِ قُلُوبَكُمْ ... فَتِلْكَ شُهُودٌ لَمْ تَكُنْ تَقْبَلُ الرِّشَا
وَلَا تَسْأَلُوا عَنْهَا الْعُيُونَ فَإِنَّهَا ... تُشِيرُ بِشَيْءٍ ضِدَّ مَا أَضْمَرَ الْحَشَا
وَإِذَا اعْتَرَاكَ الْوَهْمُ فِي حَالِ امْرِئٍ ... فَأَرَدْتَ تَعْرِفُ خَيْرَهُ مِنْ شَرِّهِ
فَاسْأَلْ ضَمِيرَكَ عَنْ ضَمِيرِ فُؤَادِهِ ... يُنْبِيكَ سِرُّكَ بِالَّذِي فِي سِرِّهِ
وإن تسألوني قلت ها أنا عبده ... وإن تسألوه قال ذلك مولاي
يقاس المرء بالمرء ... إذا ما هو ماشاه
وللشيء على الشيء ... مقاييس وأشباه
[ ص: 248 ] وللقلب على القلب ... دليل حين يلقاه
سلوا عن مودات الرجال قلوبكم ... فتلك شهود لم تكن تقبل الرشا
ولا تسألوا عنها العيون فإنها ... تشير بشيء ضد ما أضمر الحشا
وإذا اعتراك الوهم في حال امرئ ... فأردت تعرف خيره من شره
فاسأل ضميرك عن ضمير فؤاده ... ينبيك سرك بالذي في سره