لَا تَتْرُكِ الْحَزْمَ فِي شَيْءٍ تُحَاذِرُهُ فَإِنْ سَلِمْتَ فَمَا فِي الْحَزْمِ مِنْ بَاسِ الْعَجْزُ ذُلٌّ وَمَا فِي الْحَزْمِ مِنْ ضَرَرٍ
وَأَحْزَمُ الْحَزْمِ سُوءُ الظَّنِّ بِالنَّاسِ
وَلَقَدْ بَلَوْتُ النَّاسَ فِي أَحْوَالِهِمْ وَحَكَكْتُ إِبْرِيزَ الْقُلُوبِ بِمَيْلَقِ
فَرَأَيْتُ غِشًّا فِي الْبَوَاطِنِ كَامِنًا وَظَوَاهِرًا تَبْدُو بِحُسْنِ تَمَلُّقِ
فَقَبَضْتُ كَفِّي مِنْ تَمَنِّي خَيْرِهِمْ وَدَعَوْتُ رَبِّي بَعْدَهَا لَا نَلْتَقِي
وَلَقَدْ بَلَوْتُ النَّاسَ أَطْلُبُ مِنْهُمُ أَخَا ثِقَةٍ عِنْدَ اشْتِدَادِ الشَّدَائِدِ
فَلَمْ أَرَ فِيمَا جَاءَنِي غَيْرَ شَامِتٍ وَلَمْ أَرَ فِيمَا سَرَّنِي غَيْرَ حَاسِدِ
وَقَدْ كَانَ حُسْنُ الظَّنِّ بَعْضَ مَذَاهِبِي فَأَدَّبَنِي هَذَا الزَّمَانُ وَأَهْلُهُ
احْذَرْ صَدِيقَكَ لَا عَدُوَّكَ إِنَّمَا جُمْهُورُ سِرِّكَ عِنْدَ كُلِّ صَدِيقِ
لا تترك الحزم في شيء تحاذره فإن سلمت فما في الحزم من باس العجز ذل وما في الحزم من ضرر
وأحزم الحزم سوء الظن بالناس
ولقد بلوت الناس في أحوالهم وحككت إبريز القلوب بميلق
فرأيت غشا في البواطن كامنا وظواهرا تبدو بحسن تملق
فقبضت كفي من تمني خيرهم ودعوت ربي بعدها لا نلتقي
ولقد بلوت الناس أطلب منهم أخا ثقة عند اشتداد الشدائد
فلم أر فيما جاءني غير شامت ولم أر فيما سرني غير حاسد
وقد كان حسن الظن بعض مذاهبي فأدبني هذا الزمان وأهله
احذر صديقك لا عدوك إنما جمهور سرك عند كل صديق