خَلِيلِيَّ هُبَّا طَالَمَا قَدْ رَقَدْتُمَا . . . أَجِدُكُمَا لَا تَقْضِيَانِ كَرَاكُمَا
أَلَمْ تَرَيَا أَنِّي بِسَمْعَانَ مُفْرَدٍ
. . . وَمَا لِي فِيهَا مِنْ خَلِيلٍ سِوَاكُمَا
مُقِيمٌ عَلَى قَبْرَيْكُمَا لَسْتُ بَارِحًا
. . . طُوَالَ اللَّيَالِي أَوْ يُجِيبُ صَدَاكُمَا
أَيَكْفِيكُمَا طُولُ الْحَيَاةِ وَمَا الَّذِي
. . . يَرُدُّ عَلَى ذِي لَوْعَةٍ إِنْ بَكَاكُمَا
أَمِنْ طُولِ نَوْمٍ لَا تُجِيبَانِ دَاعِيًا
. . . كَأَنَّ الَّذِي يَسْقِي الْعَقَّارَ سَقَاكُمَا
فَإِنَّكُمَا وَالْمَوْتُ أَقْرَبُ غَائِبٍ
. . . بِرُوحِي فِي قَبْرَيْكُمَا قَدْ أَتَاكُمَا
فَلَوْ جُعِلَتْ نَفْسٌ لِنَفْسٍ وِقَايَةً
. . . لَجُدْتُ بِنَفْسِي أَنْ تَكُونَ فِدَاكُمَا
خليلي هبا طالما قد رقدتما . . . أجدكما لا تقضيان كراكما
ألم تريا أني بسمعان مفرد
. . . وما لي فيها من خليل سواكما
مقيم على قبريكما لست بارحا
. . . طوال الليالي أو يجيب صداكما
أيكفيكما طول الحياة وما الذي
. . . يرد على ذي لوعة إن بكاكما
أمن طول نوم لا تجيبان داعيا
. . . كأن الذي يسقي العقار سقاكما
فإنكما والموت أقرب غائب
. . . بروحي في قبريكما قد أتاكما
فلو جعلت نفس لنفس وقاية
. . . لجدت بنفسي أن تكون فداكما