3419 3615 - حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا أحمد بن يزيد بن إبراهيم أبو الحسن الحراني، حدثنا حدثنا زهير بن معاوية، سمعت أبو إسحاق، يقول: البراء بن عازب أبو بكر- رضي الله عنه- إلى أبي في منزله، فاشترى منه رحلا فقال لعازب: ابعث ابنك يحمله معي. قال: فحملته معه، وخرج أبي ينتقد ثمنه، فقال له أبي: يا أبا بكر، حدثني كيف صنعتما حين سريت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: نعم، أسرينا ليلتنا، ومن الغد حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق لا يمر فيه أحد، فرفعت لنا صخرة طويلة، لها ظل لم تأت عليه الشمس فنزلنا عنده، وسويت للنبي- صلى الله عليه وسلم- مكانا بيدي ينام عليه، وبسطت فيه فروة، وقلت: نم يا رسول الله، وأنا أنفض لك ما حولك. فنام،
[ ص: 163 ] وخرجت أنفض ما حوله، فإذا أنا براع مقبل بغنمه إلى الصخرة يريد منها مثل الذي أردنا، فقلت: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من أهل المدينة-أو مكة- قلت: أفي غنمك لبن؟ قال: نعم. قلت: أفتحلب؟ قال: نعم. فأخذ شاة، فقلت: انفض الضرع من التراب والشعر والقذى-قال: فرأيت يضرب إحدى يديه على الأخرى ينفض- فحلب في قعب كثبة من لبن، ومعي إداوة حملتها للنبي- صلى الله عليه وسلم- يرتوي منها، يشرب ويتوضأ، فأتيت النبي- صلى الله عليه وسلم- فكرهت أن أوقظه، فوافقته حين استيقظ، فصببت من الماء على اللبن حتى برد أسفله، فقلت: اشرب يا رسول الله. قال: فشرب، حتى رضيت، ثم قال: "ألم يأن للرحيل؟". قلت: بلى. قال: فارتحلنا بعد ما مالت الشمس، واتبعنا البراء سراقة بن مالك، فقلت: أتينا يا رسول الله. فقال: " لا تحزن إن الله معنا فدعا عليه النبي- صلى الله عليه وسلم- فارتطمت به فرسه إلى بطنها-أرى في جلد من الأرض، شك زهير- فقال: إني أراكما قد دعوتما علي، فادعوا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب. فدعا له النبي- صلى الله عليه وسلم- فنجا فجعل لا يلقى أحدا إلا قال: كفيتكم ما هنا. فلا يلقى أحدا إلا رده. قال: ووفى لنا. [انظر: 2439- مسلم: 2009 (سيأتي بعد رقم: 3014)- فتح: 6 \ 622] جاء