[ ص: 54 ] ركعتين. فتركوه فركع ركعتين، فقال: والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت. ثم قال: اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا. ثم أنشأ يقول:
فلست أبالي حين أقتل مسلما على أى جنب كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ
يبارك على أوصال شلو ممزع
ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث، فقتله، وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة، وأخبر أصحابه يوم أصيبوا خبرهم، وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حدثوا أنه قتل أن يؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قتل رجلا عظيما من عظمائهم، فبعث الله لعاصم مثل الظلة من الدبر، فحمته من رسلهم، فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئا. وقال ذكروا كعب بن مالك مرارة بن الربيع العمري وهلال بن أمية الواقفي، رجلين صالحين قد شهدا بدرا. [انظر: 3045 - فتح: 7 \ 308]