الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5063 5378 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=17283وهب بن كيسان أبي نعيم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=654959أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطعام ومعه ربيبه nindex.php?page=showalam&ids=5842عمر بن أبي سلمة، فقال: nindex.php?page=treesubj&link=18328_18330_33303 "سم الله، وكل مما يليك". [انظر: 5376 - مسلم: 2022 - فتح:9 \ 523]
هذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم في "الأطعمة" له حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17233هدبة: ثنا مبارك ثنا بكر و (ابن ثابت) ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس به وأصله في الصحيحين.
ثم ساق حديث nindex.php?page=showalam&ids=5842عمر بن أبي سلمة، وهو ابن أم سلمة وقد سلف، وفي لفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=654959أتي بطعام ومعه ربيبه nindex.php?page=showalam&ids=5842عمر بن أبي سلمة، فقال: "سم الله، وكل بيمينك وكل مما يليك".
(الشرح) :
وقد أسلفنا حديث عكراش في الباب قبله من عند nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وقال: [ ص: 79 ] غريب. تفرد به العلاء بن فضل .
ثم ترجم nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بعده: باب من تتبع حوالي القصعة مع صاحبه، إذا لم يعرف منه كراهية.
ثم ساق حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - رضي الله عنه - في الخياط وأنه - عليه السلام - تتبع الدباء من حوالي القصعة.
وقد سلف في أوائل البيوع .
وحمل ابن التين الأول على ما إذا أكل مع غير خدمه وعياله، والثاني إذا أكل مع خدمه وهو nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، والخياط كان أيضا مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -كما سيأتي في باب الدباء .
وقد أجاز nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أن يأكل الرجل في أهله وتجول يده في القصعة، وهذا إذا كان الذي في الإناء شيئا واحدا، فإن كانت أنواعا فلا بأس أن يأكل مما يلي غيره.
وعبارة nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال فيه أن nindex.php?page=treesubj&link=18330الأكل مما يليه من أدب الطعام إلا أن يكون ألوانا مختلفة فلا بأس أن يأكل من أيهما شاء; لقوله لعكراش لما أتوا بطبق من تمر (ورطب) : nindex.php?page=hadith&LINKID=664141 "كل من حيث شئت; فإنه غير لون واحد".
ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر في كتاب "الأطعمة".
وذكره nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي كما سلف.
[ ص: 80 ] وقال: لا نعرف لعكراش عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواه .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي أن الأكل بما يليه سنة متفق عليها، وخلافها مكروه شديد الاستقباح إذا كان الطعام واحدا كما في الحديث.
لكن نص nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في "الأم" و"الرسالة" nindex.php?page=showalam&ids=13920والبويطي على تحريم الأكل من غير ما يليه، ومن رأس الطعام إذا كان عالما بالنهي .
والدباء- ممدود- جمع دباءة، وحكي القصر.
فصل:
أذكر فيه آدابا للطعام في فصول متفرقة: قال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم: nindex.php?page=treesubj&link=18328التسمية على الأكل فرض .
روى nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - nindex.php?page=hadith&LINKID=890444أن رجلا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني إذا أكلت اللحم انتشرت إلى النساء فحرمه علي، فنزلت هذه الآية .
[ ص: 81 ] nindex.php?page=treesubj&link=27214فإذا حصل الطعام في حد التناول فعلى الآكل آداب تنقسم إلى حالات الطعام فيما يتقدم على الأكل: وهو أن يتناول شراءه بنفسه، وأن يعمله بنفسه، وأن يكون حلالا طلقا.
ومن جهة كسبه; احترازا من البيع الفاسد وشبهه، وفي "الأطعمة" nindex.php?page=showalam&ids=14274للدارمي أنه عليه السلام قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=943919 "أيما رجل كسب مالا من حلال فأطعمه نفسه أو كساها، ممن رأيتم من خلق الله، فإنه له زكاة" .
قال: وألا يكون رشوة، ولا عوضا عن فاسد، ولا بيد مبتدع، ولا ظالم، ولا ربوي، ولا تاجر، ولا من يغلب على مكسبه الحرام. فإن قدمه له صالح فلا يسأل عنه، وأن يرى النعمة في حصوله من الله، وأن يأكله بنية التقوي على الطاعة.
فإن نوى اللذة أجزأه، وجاز له أن يري للمنعم الشكر; فإنه يقال: إن الطعام الواصل كان على يد ثلاثمائة وستين صانعا أولهم ميكائيل.
فصل:
وأن يغسل يديه في أوله للنظافة والمروءة، وإن كان الحديث فيه ضعف: "غسل اليد قبل الطعام يتقي الفقر وبعده يتقي اللمم" ، وقد ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي.
نعم لابن أبي عاصم: nindex.php?page=hadith&LINKID=664139nindex.php?page=treesubj&link=23563 "بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده"، [ ص: 82 ] وأصله في "جامع nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي" : فإن لمح بعضهم فيه الوجوب قيل له: ليس كما زعمت; لأنه صح عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=657568أنه - عليه السلام - خرج من الخلاء فأتي بطعام فقيل: ألا تتوضأ؟ فقال: "أأصلي فأتوضأ" . وينوي بغسلها العبادة; لأنه إذا نوى كالأكل التقوي على الطاعة كان التأهب بالغسل له غناء، ويغسل يديه أيضا بعد الأكل وغسلها (بعد الأكل وغسلها) مالك أول القوم وآخرهم قال: هو الأولى.
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=18346_18331وأن يجعل طعامه على الأرض دون خوان. كما جاء في الحديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=655969لم يأكل - عليه السلام - على خوان. فإن لم تطمئن بذلك نفسه وضعه على سفرة، وإن وضعه على مائدة جاز، وإن كانت بدعة ولا كراهة، ولا يباشر به الأرض; لئلا يتعلق به شيء -والعياذ بالله- يتأذى منه، وكان - عليه السلام - لا يأكل إلا على السفر.
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=18342_18331وأن يجلس على الأرض وينصب رجله اليمنى ويعتمد على اليسرى، ولا يضطجع.
[ ص: 83 ] فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=27214وأن يبدأ بالملح ونحوه، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13312ابن طاهر في "صفة التصوف" من حديث جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا علي، ابدأ بالملح واختم به فإن فيه شفاء من سبعين داء" ثم قال: وسنده ضعيف.
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=33203ولا يديم أكل اللحم; لأن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة - رضي الله عنهما - نهيا عن ذلك .
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=27214ولا يأكل وذو عينين ينظر إليه، وقد ورد مرفوعا: "من فعل ذلك ابتلي بداء لا دواء له".
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=27214ولا يأكل حتى يجوع، لا كما يزعم بعض الجهلة أنهم يأكلون بالعادة، ولهذا قيل لبعضهم: أي طعام أطيب; قال: الجوع أعلم.
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=19251_27214وأن يرضى بما تيسر ولا يتكلف ولا يأكل وحده; إذا أكل مع عياله كان أدفع للكبر ، كما جاء في حديث عند nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم.
[ ص: 84 ] وأن تكثر الأيدي على الصحفة وأكثرهم ثمانية . ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم في حديث، وإن كانوا عشرة جاز، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في حديث .
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=27214ولا يتعود طعاما واحدا، فإن عمله له غيره أجلسه ليأكل معه، وإلا فليناوله لقمة أو لقمتين، كما أخرجه الشيخان من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=18356_552ولا يأكل في آنية مجوسي إلا بعد غسلها; كما ثبت في "الصحيح" .
فصل:
ويجوز أن nindex.php?page=treesubj&link=18354يجمع على مائدته بين لونين وإدامين، لا كما يزعمه بعض الصوفية، ويذكرون فيه حديثا غير صحيح، والصواب ما ذكرناه.
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=27214وأن يعدد العراق على الخادم; ليدفع عن نفسه سوء الظن، كذا كان يفعله سلمان.
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=27214_33240وأن يصغر لقمته ويطيل مضغها، ولا يمد يده إلى أخرى ما لم يبلعها [ ص: 85 ] وإن كان التاريخي ذكر أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يأكل كل يوم (إحدى) وعشرين لقمة، كل لقمة كرأس الجدي، منها سبعة بملح.
فهذا بالنسبة إلى طول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، وعجلته للنظر في مصالح المسلمين، وفي "الموطأ" أنه كان يطرح له عن عشائه صاع من التمر فيأكله ويأكل معه حشفه .
وفي "ربيع الأبرار" كان nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان يأكل كل يوم سبع مرات أعظمهن ثريدة في جفنة على وجهها عشرة أفنان من البصل.
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=18336وأن يأكل بنصف بطنه وإن كان رخاء، عكس ما قال القائل: كلوا في نصف بطونكم تعيشوا فإن زمانكم زمن خميص.
وفي الحديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=679853 "ثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس" .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر هم سنة المجاعة أن يجعل مع أهل كل بيت مثلهم وقال: لن يهلك أحد عن نصف قوته.
[ ص: 86 ] فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=18332_33240وأن يجيد المضغ، ولا يذم طعاما، ويقدمه على الصلاة إذا كان صائما ونفسه تتوق إليه، كما في الحديث، وألا ينظر إلى غيره; فإنه شر وبله، nindex.php?page=treesubj&link=24552ويبدأ بالأكل إذا كان رب المنزل أو من يقتدى به، nindex.php?page=treesubj&link=27214وأن يقدم لطيف الطعام كالفاكهة وشبهها قبل ثقيله -نص عليه أبقراط- ثم اللحم ثم الحلاوة (يختم بها) .
nindex.php?page=treesubj&link=27055ولا يجعل على الخبز زفرا يتقزز من أكله غيره، فإن nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم صحح: nindex.php?page=hadith&LINKID=936939 "أكرموا الخبز" .
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=18329وأن يأكل بيد واحدة إلا أن يكون طعام يدين، nindex.php?page=treesubj&link=27214كان nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت إذا دعي إلى الطعام قال: طعام يد أو يدين؟ فإن قالوا: يدين جاء، وإلا لم يأت.
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=18329وأن يأكل باليمين كما سلف، nindex.php?page=treesubj&link=18334وأن يأكل بثلاث أصابع، وإن شاء بخمسة، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في "مصنفه" .
[ ص: 87 ] nindex.php?page=treesubj&link=27214_33203وأن ينهس اللحم، nindex.php?page=treesubj&link=27056وإن وقعت عنه لقمة أماط ما عليها من الأذى وأكلها; ولا يدعها للشيطان. nindex.php?page=treesubj&link=18335ولا ينفخ في الطعام، يدعه حتى يبرد; فإن الحار لا بركة فيه.
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=27214ويقابل بين الأطعمة يضم ثقيلا إلى خفيف، ورطبا إلى يابس، وحارا إلى بارد، nindex.php?page=treesubj&link=18329_27055وأن يأكل من الخبز بيدين إن كان قفارا ، وإن كان بإدام نقص منه بمقدار الطعام. ولا يسرف، وعلامته أن يرفع يده وهو يشتهيه، فقد ذكر أن nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن المغفل قيل له إن ابنك أكل طعاما كاد يقتله فقال: لو مات ما صليت عليه.
وقال الحسن: إن الأرض لتضج إلى الله من الضخم، كما تضج من السكران. قال الروياني: ويكره أن يزيد على قدر الشبع.
وهو ما ذكره الرافعي في أواخر الأطعمة، وفي "الحاوي" تحريمه، وهو ما اقتضاه كلام الشيخ عز الدين قال: nindex.php?page=treesubj&link=18336ولا يأكل فوق ما يقتضيه العرف في المقدار. قال: وكذا لو كان الطعام قليلا فأكل لقما كبارا مسرعا في مضغها وابتلاعها حتى يحرم أصحابه.
فصل:
قد أسلفنا أن السنة nindex.php?page=treesubj&link=18329الأكل باليمين، وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يأكل الرجل بشماله أو يشرب بشماله. وقال: "إن الشيطان يفعل ذلك" وقد أسلفناه، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وعبيد الله nindex.php?page=showalam&ids=16008وابن عيينة، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، عن [ ص: 88 ] سالم، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ولم يخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري; لأنه قد رواه nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر وعقيل عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، عن سالم، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، ورواية nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أصح، كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي .
وذكره أيضا nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري فيه: أنه لا يجوز الأكل والشرب باليد اليسرى، إلا لمن كانت بيمنى يديه علة مانعة من استعمالها، ومثله الأخذ والإعطاء بها والرفع والوضع والبطش، وقصة علي السالفة لا تدفعه; لأنه إنما يدل على استعمال اليسرى في وقت شغل اليمنى بالطعام، وإذا كانت كذلك فصاحبها معذور في أعماله الأخرى فيما هو محظور عليه إعماله ما فيه في غير حالة العذر، كما لو كانت مقطوعة لكان له استعمال اليسرى في مطعمه ومشربه، وما كان محظورا عليه استعمالها فيه، وبنحو ذلك جاء الخبر عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - حدثنا سوار بن عبد الله، أنا يحيى بن سعيد، عن عمارة بن مطرف، حدثني يزيد بن أبي مريم، عن أبيه قال: رأى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رجلا قد صوب يده اليسرى; ليأكل بها فقال: لا، إلا أن تكون يدك معتلة . فرأى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أن من كانت يده معتلة إباحة اليسرى، وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع مولى ابن عمر وعطاء قالا: لا تأكل بشمالك، ولا تصدق بها.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عن عمر بن محمد بن زيد قال: كان nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع يزيد فيها ولا يأخذن بها ولا يعطين. يعني: الشمال، وعن nindex.php?page=showalam&ids=15627جرير بن حازم، عن nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام بن أبي عبد الله، عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، [ ص: 89 ] عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يعطي الرجل بشماله شيئا أو يأخذ شيئا .
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=23564وألا ينهش النهشة ثم يردها في الصحفة، ويأكل في الملأ كأكله في الخلوة، ولا يأكل في سكرجة ، ولا خبزا مرققا للاتباع، فإن فعل فلا حرج، nindex.php?page=treesubj&link=831ولا يأكل في آنية ذهب ولا فضة; للنص ، ولا في رفيع نوعه كالياقوت وشبهه، فإن انتهى أكله بلفظه فأسقط عن الفتات، ذكر أبو هلال العسكري في كتاب "البقايا": أن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبا حنيفة كان يسميه الرغم، وفي "ربيع الأبرار" عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من لقط ما حول الخوان حرم الله جسده على النار" وفي لفظ: "عوفي في ولده وولد ولده من الحمق، وعاش في سعة" .
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=18338ويمسح أصابعه بعد لعقها بالمنديل، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يمسحها (برحله) . وأن يستعمل الأشنان، ويأخذه بيمينه، كما فعله بشير السلمي، وكانت له صحبة ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13312ابن طاهر وإن كان nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي قال: لست أدري من أين قاله أصحابنا.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي: كيفيته أن يغسل الأصابع الثلاث من اليمنى أولا ويضرب أصابعه على الأشنان اليابس، ويمسح به شفتيه، ولا يكره الغسل في الطست، وله أن ينخنم فيه إن كان وحده، وأن يقدم المتبوع ويكون الخادم قائما. ويصب صاحب المنزل الماء على يدي ضيفه .
فصل:
ومن آدابه: nindex.php?page=treesubj&link=18362_18339حمد الله في آخر الأكل والشرب جهرا مع الصلاة كما سلف، فيقول: الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مكفور ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا. كما سيأتي في الباب الذي عقده له .
فصل:
و (قد سلف أن) nindex.php?page=treesubj&link=18328من آدابه أن يبسمل أولا، وتكفي التسمية من واحد، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي: يقول مع اللقمة الأولى: بسم الله، ويزيد في الثانية: الرحمن، والثالثة: الرحيم .
فصل:
وأن يناهدوا على الطعام وهي المخارجة وتسمى النهد بكسر النون وفتحها، كما ذكره عياض، وفسره nindex.php?page=showalam&ids=14933القابسي بطعام الصلح بين القبائل، والأول أعرف ، وقال الحسن: أخرجوا نهدكم; فإنه أعظم للبركة وأحسن لأخلاقكم.
[ ص: 91 ] وأول من فعلها -كما نقله التاريخي في "مناهدته" عن ابن المدائني وابن الكلبي- حصين بن المنذر أبو ساسان الوقاشي، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ما أفلس المتلازمان. يعني: المتناهدين، وقد سلف الكلام عليه في الشركة.
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=24552يقدم الخبز عند ضيفه قبل ذلك بيوم، ويقدم إليهم نزلا يسيرا; ليأتي بما أعده جملة واحدة يتفق جميعه على جميعه، فإن لم يتفق الإتيان بجميعه أعلمهم به. ولا يصف لهم طعاما ليس عنده، ولا يدخر عنهم شيئا، ويقدم ضيفه على عياله; كما فعل nindex.php?page=showalam&ids=86أبو طلحة وأم سليم nindex.php?page=showalam&ids=3بأبي هريرة، كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في "أوسطه" ، وبعضهم كرهه ولا اعتبار به، ولا ينتظر بالخبز إذا حضر غيره، بل يبادر إلى أكله.
فصل:
ويجمع في مائدته بين فقير وغني، ويحدث الآكلين عنده، وأن تخدمهم أهله، ولا يجعل على مائدته قائما يأكل ما يشتهي، فإن تركه إيثارا جاز.
فصل:
وكره بعضهم القران، ولا كراهة فيه; لأن النهي عنه إنما كان لضرورة، وقد زالت، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13260ابن شاهين في "منسوخه" : إلا أن يكونا متناهدين، وذكر الرافعي والنووي في "الروضة" أنه لا بأس بالقران
[ ص: 92 ] بين التمرتين ونحوهما. وفصل في غير "الروضة" بين الطعام المشترك وغيره .
فصل:
وأن يجتمعوا على الطست خلافا لما يصنعه الأعاجم، قال - عليه السلام - فيما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13312ابن طاهر: "أترعوا الطسوس وخالفوا المجوس" . وأن يمسح عينه ببلل يده، ولا ينفض يده، وفي الحديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=9796 "إذا توضأتم فأشربوا أعينكم الماء" nindex.php?page=treesubj&link=26274وأن يتخلل بعد فراغه.
وفي الحديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=98672 "حبذا المتخللون من الطعام; فإنه ليس شيء أشد على الملك الذي مع العبد من أن يجد من أحدكم ريح الطعام" وإن nindex.php?page=treesubj&link=26274أكل ما يخرج من أسنانه بلسانه، فلا حرج عليه، وفيه حديث في nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود .
[ ص: 93 ] ولا يكره nindex.php?page=treesubj&link=18340الأكل ماشيا; فعله nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر والشارع أيضا وهو يمشي إلى الصلاة. والمختار أن nindex.php?page=treesubj&link=18371الشرب قائما بلا عذر خلاف الأولى. قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي: ويكره nindex.php?page=treesubj&link=18340الأكل قائما، وصرح النووي به في "فتاويه" أنه لا يكره . أعني: الشرب قائما، وخالف في "شرح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم" وقال: الصواب أن النهي محمول على الكراهة، وفعله له; لأجل البيان، ويستحب أن يتقيأ .
فإن أكل تمرا فلا بأس بتنقيته. وفيه حديث في nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود .
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=27214_23531ولا يأكل من طعام لم يدع إليه. وفي الحديث أنه دخل فاسقا وأكل حراما، رواه nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة - رضي الله عنهما - وأن يلحس القصعة
[ ص: 94 ] فإنها تستغفر له، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، وفي كتاب رزين فتقول: أعتقك الله كما أعتقتني من الشيطان.
فإن سقط في طعامه ذباب فلا يتقزز منه وليغمسه ثم لينزعه; فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء; وأنه يقدم الداء كما صرح.
فصل:
فإن أكل معه ذو عاهة فلا يتقزز منه; إن سهل ذلك عليه; ولم يخف العدوى، وليقل كما قال الشارع في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود: "كل ثقة بالله وتوكلا عليه" وفعله أيضا أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - وإن خشي ذلك فلا يأكل معه، وليفر منه كفراره من الأسد.
فصل:
فإن كان الآكل ضيفا فليتوق تسعة وعشرين عيبا، رويناها في كتاب "فوائد الموائد": التشوف إلى الباب لمجيء الطعام، وعد الزبادي إذا حضرت، والزحف إلى الأكل من قبل الإذن، وإذا أكل لا يجرف لقمته من جهة الزبدية إلى الجانب الآخر، ولا يجعل اللقمة في فمه يرشفها ويسمع لها حس، ولا ينفض أصابعه وهو يأكل، ولا يهتدم [ ص: 95 ] اللقمة بأسنانه ثم يضعها في الصحفة، ولا ينتهب في وجوه جلسائه; ليأكل ما بين أيديهم من اللحم، ولا يلت اللقمة بأصابعه قبل وضعها في الطعام، ولا يمد يده ميمنة وميسرة يأخذ الزبادي واللحم، ولا يتخلل بأظفاره، ولا يحمل معه شيئا من المائدة. ولا يرنخ اللقمة في المرق; ليسهل بلعها، ولا يوسخ جاره والخبز، ولا يفتش على اللحم بأصابعه، ولا يكشف شواربه من الودك باللقمة ثم يأكلها، ولا يملأ الطعام لبابا، ولا يسيغ الطعام بإمجاج (...) حتى يبرد في الزبدية، ولا ينفخ فيه -أي: في الطعام الحار- ولا يحمي من يديه الزبادي عن غيره، ولا يجنح; ليوسع على نفسه، ولا يذكر حين الأكل أحاديث تغثى منها الأنفس.
والأدب: nindex.php?page=treesubj&link=18333التحدث على الطعام بما لا إثم فيه، ولا يرفع يديه من قدامه ويضع مكانها غيرها، وإذا غسل يده لا يتحدث فيشغل الخادم عن خدمة غيره ولا يكركب في الطيب، ولا يغسل يده بالأشنان ثم يأخذ من يده فيتسوك به، ولا يشرب فضل غسل فيه.
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=24552من أدب الضيف ألا يخرج إلا برضى صاحب المنزل وإذنه، nindex.php?page=treesubj&link=24552ومن أدب المضيف أن يشيعه عند خروجه إلى باب الدار; فهو سنة. وينبغي للضيف ألا يجلس في مقابلة حجرة النساء وسترهن، ولا يكثر النظر إلى الموضع الذي يخرج منه الطعام كما سلف، وإذا حضر المدعوون وتأخر واحد أو اثنان عن الوقت الموعود فحق الحاضرين في التعجيل أولى من حقها في التأخير، إلا أن يكون المؤخر فقيرا ينكسر قلبه بذلك، فلا بأس به.
[ ص: 96 ] فصل:
ويستحب أن يكون على المائدة البقل، وإذا دخل ضيف للمبيت فليعرفه رب الدار -عند الدخول- القبلة وبيت الماء وموضع الوضوء.
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=26273ويستحب أن ينوي بأكله وشربه التقوي على الطاعة، ويكره nindex.php?page=treesubj&link=18342الأكل والشرب مضطجعا قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي: إلا ما ينتقل من الحبوب، قال: ويأكل من استدارة الرغيف إلا إذا قل الخبز فيكره، ولا يقطع بالسكين، ولا يقطع اللحم، ولا يوضع على الخبز إلا ما يؤكل به، ولا يمسح يده فيه .
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=33226ولا يجمع بين التمر والنوى في طبق، ولا يترك ما استرذله من الطعام في القصعة، بل يجعله مع البقل; لئلا يلتبس على غيره، فيأكله، ولا يغمس اللقمة الدسمة في الخل، ولا الخل في الدسمة، وإذا قلل رفيقه الأكل نشطه، ولا يزيد في قوله: كل، على ثلاث مرات.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي: وأما nindex.php?page=treesubj&link=24552الحلف عليه بالأكل فممنوع. ولا يقوم حتى يرفع المائدة، ولا يبتدئ بالطعام ومعه من يستحق التقديم، إلا أن يكون هو المتبوع، nindex.php?page=treesubj&link=23565ولا يشرب في أثناء الطعام إلا لضرورة، وورد النهي عن nindex.php?page=treesubj&link=17331الشرب من ثلمة القدح، ويستحب nindex.php?page=treesubj&link=18364إدارة المشروب عن يمين المبدأ بالشرب .
[ ص: 97 ] فصل:
وأن nindex.php?page=treesubj&link=18323يدعو لصاحب الطعام إن كان ضيفا فيقول: أكل طعامكم الأبرار، وأفطر عندكم الصائمون، وصلت عليكم الملائكة. وإن كان صائما دعا أيضا.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي: وإن أكل طعاما قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وتنزل البركات، اللهم أطعمنا طيبا واستعملنا صالحا، وإن كان فيه شبهة قال: الحمد لله على كل حال، اللهم لا تجعله قوة لنا على معصيتك.
ويكره أن nindex.php?page=treesubj&link=17323يأكل متكئا، وسيأتي، وأن nindex.php?page=treesubj&link=18330يأكل من وسط القصعة وأعلى الثريد ونحوه. وخصه بعضهم بما إذا أكل مع غيره. ولا بأس بذلك في الفواكه، وقد أسلفنا عن نص nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي تحريم nindex.php?page=treesubj&link=18330الأكل من رأس الطعام إذا كان عالما بالنهي. ويكره أن nindex.php?page=treesubj&link=18332يعيب الطعام.
فصل:
nindex.php?page=treesubj&link=17328ويكره أن يتنفس في الإناء، وأن ينفخ فيه.
فصل:
ويكره أن يمتخط ويبصق في حال أكلهم إلا لضرورة، وأن يقرب فمه [ ص: 98 ] من القصعة; بحيث يرجع من فمه إليه شيء، nindex.php?page=treesubj&link=27056_18338ويستحب لعق أصابعه، وأن يأكل اللقمة الساقطة، ما لم تنجس ويتعذر تطهيرها.
فصل:
والأولى nindex.php?page=treesubj&link=27214ألا يأكل وحده، ولا يرتفع عن مؤاكلة الغلام ونحوه، وألا يتميز عن جلسائه بنوع إلا بحاجة كدواء ونحوه، وأن يمد الأكل مع رفقته ما دام يظن لهم حاجة إلى الأكل، وأن يؤثرهم بفاخر الطعام.
فصل:
ويستحب nindex.php?page=treesubj&link=24552الترحيب بالضيف وحمد الله على حصوله ضيفا عنده وسروره به، وثناؤه عليه بجعله أهلا ليضيفه، ورأيت في "الخصال" لأبي بكر الخفاف من قدماء أصحابنا أن nindex.php?page=treesubj&link=18331_18339_18336من سنة الأكل قلة الأكل في وجه صاحبك، والجلوس على إحدى راحتيك، والرضا والشكر.
وهذه فصول مهمة قل أن تجتمع في مؤلف، فلا تسأم منها.