1417 1418 1419 1420 ص: فإن قال قائل: وأين جعل للمصلي أن يقول بعد التشهد ما أحب؟
قيل له: في حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - حدثنا بذلك أبو بكرة، قال: ثنا يحيى بن حماد، قال: ثنا أبو عوانة ، عن سليمان ، عن شقيق ، عن عبد الله قال: "كنا نقول خلف رسول الله - عليه السلام - إذا جلسنا في الصلاة: السلام على الله وعلى عباده، السلام على جبريل وميكائيل، السلام على فلان وفلان، فقال رسول الله - عليه السلام -: إن الله -عز وجل- هو السلام، فلا تقولوا هكذا، ولكن قولوا ... " فذكر التشهد على ما ذكرناه في غير هذا الموضع عن ابن مسعود، قال: "ثم ليتخير أحدكم بعد ذلك أطيب الكلام أو ما أحب من الكلام".
حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا سعيد بن عامر، قال: ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله قال: " كنا لا ندري ما نقول بين كل ركعتين غير أن [ ص: 280 ] نسبح ونكبر ونحمد ربنا -عز وجل-، وإن محمدا - عليه السلام - أوتي فواتح الكلم وجوامعه -أو قال: وخواتمه- فقال: إذا قعدتم في الركعتين فقولوا -فذكر التشهد- ثم يتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه، فيدعو به ربه -عز وجل-".
حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا أسد، قال: ثنا الفضيل بن عياض ، عن منصور بن المعتمر ، عن شقيق ، عن عبد الله ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله، غير أنه قال: "ثم ليختر من الكلام بعد ما شاء" فأبيح له ها هنا أن يختار من الدعاء ما أحب; لأن ما سواه من الصلاة بخلافه من ذلك ما ذكرنا من التكبير في مواضعه ومن التشهد في موضعه ومن الاستفتاح في موضعه، ومن التسليم في موضعه; فجعل ذلك ذكرا خاصا غير متعد إلى غيره، فالنظر على ذلك أن يكون كذلك الذكر في الركوع والسجود ذكرا خاصا لا يتعدى إلى غيره، والله أعلم.


