2714 ص: وقد روى عبيد الله بن عبد الله أيضا ، عن ابن عباس نحوا من ذلك :

حدثنا يونس ، قال : أنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس : " أن رسول الله - عليه السلام - وجد شاة ميتة أعطيتها مولاة لميمونة من الصدقة ، فقال رسول الله - عليه السلام - : ألا انتفعتم بجلدها ، قالوا : إنها ميتة ، قال : إنما حرم أكلها " .

فدل ذلك على أن الذي حرم من الشاة بموتها هو الذي يراد للأكل لا غير ذلك من جلودها وعصبها ، فهذا وجه هذا الباب من طريق الآثار .

التالي السابق

الشرح

ش: أَيْ قَدْ رَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ نَظِيرَ مَا رَوَاهُ عِكْرِمَةُ ; عَنْهُ ، وَهُوَ ظَاهِرٌ . [ ص: 193 ] وَإِسْنَادُ الْحَدِيثِ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ .

وَيُونُسُ الْأَوَّلُ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، وَالثَّانِي هُوَ ابْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ ، وَابْنُ وَهْبٍ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، وَابْنُ شِهَابٍ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ .

وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ : ثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ وَحَرْمَلَةُ ، قَالَا : أَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ . . . إِلَى آخِرِهِ نَحْوَهُ سَوَاءٌ .

وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ أَيْضًا .

وَفِي لَفْظٍ لِلْبُخَارِيِّ : " مَرَّ النَّبِيُّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بِعَنْزٍ مَيْتَةٍ ، فَقَالَ : مَا عَلَى أَهْلِهَا لَوِ انْتَفَعُوا بِإِهَابِهَا " .

وَفِي لَفْظٍ لِمُسْلِمٍ : "أَنَّ مَيْمُونَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ دَاجِنَةً كَانَتْ لِبَعْضِ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَمَاتَتْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - : أَلَّا أَخَذْتُمْ إِهَابَهَا فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ " .

قَوْلُهُ : "أَلَّا " بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ مِثْلَ "هَلَّا " كِلَاهُمَا لِلتَّحْضِيضِ .

ش: أي قد روى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن عبد الله بن عباس نظير ما رواه عكرمة ; عنه ، وهو ظاهر . [ ص: 193 ] وإسناد الحديث صحيح على شرط مسلم .

ويونس الأول هو ابن عبد الأعلى ، والثاني هو ابن يزيد الأيلي ، وابن وهب هو عبد الله بن وهب ، وابن شهاب هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري .

وأخرجه مسلم : ثنا أبو الطاهر وحرملة ، قالا : أنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس . . . إلى آخره نحوه سواء .

وأخرجه البخاري ، والترمذي ، والنسائي أيضا .

وفي لفظ للبخاري : " مر النبي - عليه السلام - بعنز ميتة ، فقال : ما على أهلها لو انتفعوا بإهابها " .

وفي لفظ لمسلم : "أن ميمونة أخبرته أن داجنة كانت لبعض نساء رسول الله - عليه السلام - فماتت ، فقال رسول الله - عليه السلام - : ألا أخذتم إهابها فاستمتعتم به " .

قوله : "ألا " بفتح الهمزة وتشديد اللام مثل "هلا " كلاهما للتحضيض .