3824 3826 3827 3828 3829 ص: وقد روي في ذلك عن إبراهيم النخعي ، حدثنا سليمان بن شعيب بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي يوسف ، عن أبي حنيفة ، عن طلحة بن مصرف ، عن إبراهيم النخعي قال : "ترفع الأيدي في سبع مواطن : في افتتاح الصلاة ، وفي التكبير للقنوت ، وفي الوتر ، وفي العيدين ، وعند استلام الحجر ، وعلى الصفا والمروة ، ، وبجمع ، وعرفات ، وعند المقامين عند الجمرتين" .
قال أبو يوسف : فأما في افتتاح الصلاة وفي العيدين وفي الوتر وعند استلام الحجر فيجعل ظهر كفيه إلى وجهه ، وأما في الثلاث الأخر فيستقبل بباطن كفيه وجهه .
فأما ما ذكرنا في افتتاح الصلاة فقد اتفق المسلمون على ذلك جميعا .
وأما التكبيرة في القنوت وفي الوتر فإنها تكبيرة زائدة في تلك الصلاة ، وقد أجمع الذين يقنتون قبل الركوع على الرفع معها ، فالنظر على ذلك أن تكون كذلك كل تكبيرة زائدة في كل صلاة ، فتكبير العيدين الزائد فيها على سائر الصلوات كذلك أيضا .
وأما عند استلام الحجر فإن ذلك يجعل تكبيرا يفتتح به الطواف كما يفتتح بالتكبير للصلاة ، وأمر به رسول الله - عليه السلام - أيضا : حدثنا يونس ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي يعفور العبدي ، قال : "سمعت أميرا كان على مكة ، منصرف الحاج سنة ثلاث وسبعين يقول : كان عمر - رضي الله عنه - رجلا قويا ، وكان يزاحم على الركن ، فقال له النبي - عليه السلام - : يا أبا حفص ، أنت رجل قوي وإنك تزاحم على الركن ، فتؤذي الضعيف ، فإذا رأيت خلوة فاستلمه ، وإلا فكبر وامض" . .
حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : ثنا حجاج ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن أبي يعفور ، عن رجل من خزاعة ، وكان الحجاج استعمله على مكة . . ، ثم ذكر مثله .
[ ص: 357 ] فلما جعل ذلك التكبير يفتتح به الطواف كالتكبير الذي جعل يفتتح به الصلاة ؛ أمرنا بالرفع فيه كما نؤمر بالرفع في التكبير لافتتاح الصلاة ، ولا سيما إذ قد جعل النبي - عليه السلام - الطواف بالبيت صلاة :
حدثنا ربيع المؤذن ، قال : ثنا أسيد (ح) .
وثنا صالح بن عبد الرحمن ، قال : ثنا سعيد بن منصور ، قالا : ثنا الفضيل بن عياض ، عن عطاء بن السائب ، عن طاوس عن ابن عباس ، عن النبي - عليه السلام - قال : "الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله - تعالى - قد أحل لكم المنطق ، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير" .
فهذه العلة هي التي لها وجب الرفع فيما زاد على ما في الحديث الأول .
وأما الرفع على الصفا والمروة ، وبجمع ، ، وعرفات وعند المقامين وعند الجمرتين ؛ فإن ذلك قد جاء منصوصا في الخبر الأول .
وهذا الذي وصفنا من هذه المعاني التي ثبتناها قول أبي حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد - رحمهم الله - .


