4639 4640 4641 4642 ص: وقد حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: ثنا وهب، قال: ثنا شعبة ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر، أن النبي -عليه السلام- قال: "تحروها ليلة سبع وعشرين -يعني ليلة القدر-".
حدثنا بكر بن إدريس ، قال: ثنا آدم، قال: ثنا شعبة، قال: ثنا عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، عن النبي -عليه السلام- مثله.
حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا عارم أبو النعمان، قال: ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر، أن النبي -عليه السلام- قال: "أرى رؤياكم قد تواطأت أنها ليلة السابعة في العشر الأواخر". .
فقد يحتمل أن يكون هذا في عام بعينه، ويحتمل أن يكون في كل الأعوام كذلك، إلا أن ذلك كله على التحري لا على اليقين، وكذلك ما ذكرناه قبل هذا عن عبد الله بن أنيس مما أمره به رسول الله -عليه السلام- من ذلك يحتمل أن يكون ذلك على التحري من رسول الله -عليه السلام- لها في ذلك العام؛ لما قد كان أريه من وقتها الذي تكون فيه فأنسيها.
فلم يكن في شيء من هذه الآثار ما يدلنا على ليلة القدر أي ليلة هي بعينها؟ غير أن في حديث أبي ذر -رضي الله عنه- أن رسول الله -عليه السلام- قال له: "هي في العشر الأولى أو في العشر الأواخر من رمضان" إذ سأله عن وقتها، على ما قد ذكرناه في حديثه الذي [ ص: 246 ] رويناه عنه في أول هذا الباب، فنفى بذلك أن تكون في العشر الأوسط، وثبت أنها في أحد العشرين، إما في الأول وإما في الآخر.
وفي هذا الحديث أيضا رجوع أبي ذر بالسؤال على رسول الله -عليه السلام- في أي العشرين، وجواب رسول الله -عليه السلام- إياه بأن يتحراها في العشر الأواخر.
فنظرنا فيما روي في غير هذه الآثار هل فيه ما يدل على أنها في ليلة من هذين العشرين بعينها؟
فإذا ابن أبي داود قد حدثنا، قال: ثنا عبد الله بن يوسف، قال: ثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن الصنابحي ، عن بلال -رضي الله عنه-، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليلة القدر ليلة أربع وعشرين". .
ففي هذا الحديث أنها في هذه الليلة بعينها.


