15417 6732 - (15844) - (3\467 - 468) عن جندب بن مكيث الجهني، قال: " غالب بن عبد الله الكلبي كلب ليث إلى بني ملوح بالكديد، وأمره أن يغير عليهم "، فخرج فكنت في سريته، فمضينا حتى إذا كنا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بقديد لقينا به الحارث بن مالك وهو ابن البرصاء الليثي، فأخذناه فقال: إنما جئت لأسلم، فقال غالب بن عبد الله: إن كنت إنما جئت مسلما فلن يضرك رباط يوم وليلة، وإن كنت على غير ذلك استوثقنا منك. قال: فأوثقه رباطا ثم خلف عليه رجلا أسود كان معنا، فقال: امكث معه حتى نمر عليك، فإن نازعك فاحتز رأسه .
قال: ثم مضينا حتى أتينا بطن الكديد، فنزلنا عشيشية بعد العصر، فبعثني أصحابي في رئية، فعمدت إلى تل يطلعني على الحاضر، فانبطحت عليه، وذلك المغرب، فخرج رجل منهم فنظر فرآني منبطحا على التل، فقال لامرأته: والله إني لأرى على هذا التل سوادا ما رأيته أول النهار، فانظري لا تكون الكلاب اجترت بعض أوعيتك، قال: فنظرت فقالت: لا والله ما أفقد شيئا، قال:
[ ص: 55 ] فناوليني قوسي، وسهمين من كنانتي، قال: فناولته فرماني بسهم فوضعه في جنبي، قال: فنزعته فوضعته ولم أتحرك، ثم رماني بآخر فوضعه في رأس منكبي ، فنزعته فوضعته، ولم أتحرك، فقال لامرأته: والله لقد خالطه سهماي، ولو كان زائلة لتحرك، فإذا أصبحت فابتغي سهمي فخذيهما لا تمضغهما علي الكلاب .
قال: وأمهلناهم حتى راحت رائحتهم حتى إذا احتلبوا، وعطنوا - أو سكنوا - وذهبت عتمة من الليل شننا عليهم الغارة، فقتلنا من قتلنا منهم، واستقنا النعم، فتوجهنا قافلين، وخرج صريخ القوم إلى قومهم مغوثا، وخرجنا سراعا حتى نمر بالحارث ابن البرصاء، وصاحبه فانطلقنا به معنا، وأتانا صريخ الناس فجاءنا ما لا قبل لنا به حتى إذا لم يكن بيننا وبينهم إلابطن الوادي، أقبل سيل حال بيننا وبينهم، بعثه الله تعالى من حيث شاء ما رأينا قبل ذلك مطرا، ولا خالا، فجاء بما لا يقدر أحد أن يقوم عليه فلقد رأيناهم وقوفا ينظرون إلينا، ما يقدر أحد منهم أن يتقدم، ونحن نجوزها سراعا حتى أسندناها في المشلل، ثم حدرناها عنا فأعجزنا القوم بما في أيدينا .