16141 7115 - (16577) - (4\58 - 59) عن ربيعة الأسلمي قال : ربيعة ، ألا تزوج؟ " ، قال : قلت : والله لا يا رسول الله ما أريد أن أتزوج ، ما عندي ما يقيم المرأة ، وما أحب أن يشغلني عنك شيء ، فأعرض عني فخدمته ما خدمته ثم قال لي الثانية : " يا ربيعة ، ألا تزوج؟ " ، فقلت : ما أريد أن أتزوج ، ما عندي ما يقيم المرأة ، وما أحب أن يشغلني عنك شيء ، فأعرض عني ، ثم رجعت إلى نفسي فقلت : والله لرسول الله صلى الله عليه وسلم بما يصلحني في الدنيا والآخرة أعلم مني ، والله لئن قال : تزوج لأقولن : نعم يا رسول الله ، مرني بما شئت ، قال : فقال : " يا ربيعة ، ألا تزوج؟ " ، فقلت : بلى مرني بما شئت ، قال : " انطلق إلى آل فلان حي من الأنصار - وكان فيهم تراخ - عن النبي صلى الله عليه وسلم فقل لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليكم يأمركم أن تزوجوني فلانة لامرأة منهم " ، فذهبت فقلت لهم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليكم ، والله لا يرجع رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بحاجته فزوجوني وألطفوني ، وما سألوني البينة ، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حزينا ، فقال لي : " ما لك يا يأمركم أن تزوجوني فلانة فقالوا : مرحبا برسول الله ، وبرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ربيعة؟ " ، فقلت : يا رسول الله ، أتيت قوما كراما فزوجوني ، وأكرموني وألطفوني وما سألوني بينة ، وليس عندي صداق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا اجمعوا له وزن نواة من ذهب " ، قال : فجمعوا لي وزن نواة من ذهب ، فأخذت ما جمعوا لي فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " اذهب بهذا إليهم فقل : هذا صداقها " ، فأتيتهم فقلت : هذا صداقها فرضوه وقبلوه ، وقالوا : كثير طيب ، قال : ثم رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم حزينا فقال : " يا بريدة الأسلمي ، ربيعة ، ما لك حزينا؟ " ، فقلت : يا رسول الله ، ما رأيت قوما أكرم منهم رضوا بما آتيتهم [ ص: 412 ] وأحسنوا وقالوا : كثيرا طيبا ، وليس عندي ما أولم ، قال : " يا بريدة ، اجمعوا له شاة " ، قال : فجمعوا لي كبشا عظيما سمينا ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اذهب إلى فقل لها : فلتبعث بالمكتل الذي فيه الطعام " ، قال : فأتيتها فقلت لها ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : هذا المكتل فيه تسع آصع شعير لا والله إن أصبح لنا طعام غيره ، خذه فأخذته ، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بما قالت عائشة فقال : " اذهب بهذا إليهم فقل : ليصبح هذا عندكم خبزا " ، فذهبت إليهم ، وذهبت بالكبش ، ومعي أناس من عائشة ، أسلم فقال : ليصبح هذا عندكم خبزا ، وهذا طبيخا ، فقالوا : أما الخبز فسنكفيكموه وأما الكبش فاكفونا أنتم ، فأخذنا الكبش أنا وأناس من أسلم فذبحناه وسلخناه ، وطبخناه ، فأصبح عندنا خبز ، ولحم فأولمت ، ودعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني بعد ذلك أرضا ، وأعطى أبا بكر أرضا ، وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلة فقلت : أنا هي في حدي ، وقال هي في حدي ، فكان بيني وبين أبو بكر : كلام ، فقال لي أبي بكر كلمة كرهها وندم ، فقال لي : يا أبو بكر ربيعة رد علي مثلها حتى تكون قصاصا ، قال : قلت : لا أفعل ، فقال لتقولن أو لأستعدين عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : ما أنا بفاعل ، قال : ورفض الأرض وانطلق أبو بكر : رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وانطلقت أتلوه ، فجاء ناس من أبو بكر أسلم فقالوا لي : رحم الله في أي شيء يستعدي عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قال لك ما قال ، فقلت : أتدرون ما هذا؟ هذا أبا بكر ، هذا ثاني اثنين ، وهذا ذو شيبة المسلمين ، إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه ، فيغضب الله عز وجل لغضبهما فيهلك أبو بكر الصديق ، ربيعة ، قالوا : ما تأمرنا؟ قال : ارجعوا ، قال : فانطلق رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبعته وحدي ، حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه الحديث كما كان ، فرفع إلي رأسه فقال : " يا أبو بكر ربيعة ، [ ص: 413 ] ما لك وللصديق؟ " ، قلت : يا رسول الله ، كان كذا كان كذا ، قال لي كلمة كرهها فقال لي : قل كما قلت حتى يكون قصاصا فأبيت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجل فلا ترد عليه ، ولكن قل : غفر الله لك يا فقلت : غفر الله لك يا أبا بكر " ، أبا بكر ، قال كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : " يا الحسن : فولى رضي الله عنه وهو يبكي . أبو بكر