25428 10811 - (25959) - (6\232 - 233) عن أنها قالت: " عائشة وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يأتي أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، حراء فيتحنث فيه، وهو التعبد الليالي ذوات العدد، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى فتزوده لمثلها، حتى فجئه الحق، وهو في خديجة غار حراء فجاءه الملك فيه، فقال: "اقرأ" ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أنا بقارئ " قال: فأخذني فغطني، حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: "اقرأ" فقلت: " ما أنا بقارئ " فأخذني فغطني الثانية، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: "اقرأ" فقلت: " ما أنا بقارئ " فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ ما لم يعلم [العلق: 1 - 5] قال: فرجع بها ترجف بوادره، حتى دخل على فقال: زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال يا خديجة مالي؟ فأخبرها الخبر، قال وقد خشيت علي، فقالت له كلا أبشر، فوالله: لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، ثم انطلقت به خديجة: حتى أتت به خديجة ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم أخي أبيها، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، فكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت خديجة أي ابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال خديجة: ورقة: ابن أخي ما ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى عليه السلام، يا ليتني فيها جذعا، أكون حيا [ ص: 388 ] حين يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم؟ فقال ورقة: نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك، أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي " وفتر الوحي فترة، حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما بلغنا، حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه، تبدى له جبريل عليه السلام، فقال : " يا محمد إنك رسول الله حقا، فيسكن ذلك جأشه، وتقر نفسه عليه الصلاة والسلام، فيرجع فإذا طالت عليه، وفتر الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل عليه السلام، فقال له مثل ذلك.