6149 - حدثنا ، قال : ثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، قال : حدثني ، قال : زيد بن أسلم بالإسكندرية يقال له سرق ، فقلت : ما هذا الاسم ؟ فقال : سمانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قدمت المدينة فأخبرتهم أنه يقدم لي مال فبايعوني فاستهلكت أموالهم ، فأتوا بي النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقال : أنت سرق ، فباعني بأربعة أبعرة .
فقال له غرماؤه : ما يصنع به ؟ قال : أعتقه ، قالوا : ما نحن بأزهد في الأجر منك ، فأعتقوني لقيت رجلا .
قال : ففي هذا الحديث بيع الحر في الدين ، وقد كان ذلك في أول الإسلام يبتاع من عليه دين فيما عليه من الدين إذا لم يكن له مال يقضيه عن نفسه ، حتى نسخ الله عز وجل ذلك ؛ فقال : أبو جعفر وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة .
وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك في الذي ابتاع الثمار فأصيب بها فكثر دينه .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تصدقوا ، فتصدق عليه ، فلم يبلغ ذلك وفاء دينه .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذوا ما وجدتم ، وليس لكم إلا ذلك .
وقد ذكرنا ذلك بإسناده فيما تقدم من كتابنا هذا .
ففي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لغرمائه : ( ليس لكم إلا ذلك ) دليل على أن لا حق لهم في بيعه ، ولولا ذلك لباعه لهم كما باع سرق في دينه لغرمائه ، وهذا قول أهل العلم جميعا رحمهم الله .