نصارى العرب .
( قال ) رحمه الله تعالى : وإذا صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم الشافعي أكيدر الغساني وكان نصرانيا عربيا على الجزية وصالح نصارى نجران على الجزية وفيهم عرب وعجم وصالح ذمة اليمن على الجزية وفيهم عرب وعجم واختلفت الأخبار عن في نصارى عمر العرب من تنوخ وبهراء وبني تغلب فروى عنه أنه صالحهم على أن تضاعف عليهم الصدقة ولا يكرهوا على غير دينهم ولا يصبغوا أولادهم في النصرانية وعلمنا أنه كان يأخذ جزيتهم نعما ثم روى أنه قال بعد ما نصارى العرب بأهل كتاب أخبرنا عن إبراهيم بن محمد عن عبد الله بن دينار سعد الفلجة أو ابنه عن رضي الله تعالى عنه قال : ما نصارى عمر بن الخطاب العرب بأهل كتاب وما تحل لنا ذبائحهم وما أنا بتاركهم حتى يسلموا أو أضرب أعناقهم .
( قال ) : رحمه الله تعالى فأرى للإمام أن يأخذ منهم الجزية لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من الشافعي النصارى من العرب كما وصفت وأما ذبائحهم فلا أحب أكلها خبرا عن وعن عمر وقد علي بن أبي طالب المجوس ولا نأكل ذبائحهم فلو كان من حل لنا أخذ الجزية منه حل لنا أكل ذبيحته أكلنا ذبيحة نأخذ الجزية من المجوس ولا ننكر إذا كان في أهل الكتاب حكمان وكان أحد صنفيهم تحل ذبيحته ونساؤه والصنف الثاني من المجوس لا تحل لنا ذبيحته ولا نساؤه والجزية تحل منهما معا أن يكون هكذا في العرب فيحل أخذ الجزية منهم ولا تحل ذبائحهم والذي يروى من حديث نصارى [ ص: 300 ] رضي الله تعالى عنهما في إحلال ذبائحهم إنما هو من حديث ابن عباس عكرمة أخبرنيه ابن الدراوردي وابن أبي يحيى عن ثور الديلمي عن عكرمة عن أنه سأل عن ابن عباس العرب فقال قولا حكئا هو إحلالها وتلا { ذبائح نصارى ومن يتولهم منكم فإنه منهم } ولكن صاحبنا سكت عن اسم عكرمة وثور لم يلق والله أعلم . ابن عباس