ذهاب العقل من الجناية
( قال ) رحمه الله : وإن كسر رجل عظما من عظام رجل أو جنى جناية عليه ما كانت الجناية فأذهب عقله كانت عليه الدية ولم يكن عليه بالجناية التي كانت سبب ذهاب العقل أرش إلا أن يكون أرشها أكثر من الدية فيكون فيها الأكثر من الدية وأرشها وذلك مثل أن يقطع يديه ويشجه مأمومة أو ينال بجائفة فيكون عليه دية وثلث ولو الشافعي كان فيها حكومة يزاد فيها بقدر ما ناله ولو جنى عليه جناية فنقصت عقله ولم تذهبه أو أضعفت لسانه أو أورثته فزعا كان فيها نصف الدية وأرش الجناية كأنها كانت مأمومة فيجعل فيها الثلث وفي إشلال اليد النصف وإن شلت [ ص: 88 ] رجله مع يده كانت في اليد والرجل الدية وفي المأمومة ثلث النفس ; لأنها جناية لها حكم معلوم أهلكت عضوين لهما حكم معلوم ولو أصابه بمأمومة فأورثته جبنا أو فزعا أو غشيا إذا فزع من رعد أو غيره كانت فيها مع المأمومة حكومة لا دية وإذا جنى عليه فذهب عقله ففي ذهاب عقله الدية وإن كان مع ذهاب عقله جنى عليه جناية لها أرش معلوم فعليه أرش تلك الجناية مع الدية في ذهاب العقل ولو صاح عليه أو ذعره بشيء فذهب عقله لم يبن لي أن عليه شيئا إذا كان المصيح عليه بالغا يعقل شيئا ، وكذلك لو جنى عليه جناية في غير يده فأشلت يده لم يبن لي أن على الصائح شيئا ، ولكن لو صاح عليه وهو راكب دابة أو جدارا فسقط فمات أو أصابه شيء ضمن ما أصابه . صاح على صبي أو معتوه لا يعقل أو فزعه فسقط من صيحته
وكذلك لو ذهب عقل الصبي ضمن ديته والصياح في الصبي والمعتوه إذا كانت منه جناية يضمنها الصائح ; لأنهما لا يفرقان بين الصياح وغيره ولو لم يبن لي أن عليه دية من قبل أن هذا لم تقع به جناية وأن الأغلب من البالغين أن مثل هذا لا يذهب العقل ولو أن عدا رجل على بالغ يعقل بسيف فلم يضربه به وذعره ذعرا أذهب عقله لم يبن لي أن يضمن هذا ديته ; لأنه ألقى نفسه ، وكذلك لو رجلا عدا على رجل بسيف ولم ينله به وجعل يطلبه والمطلوب يهرب منه فوقع من ظهر بيت يراه فمات وإن كان ألقى نفسه في ماء فغرق أو نار فاحترق أو بئر فمات ضمنت عاقلة الطالب ديته ; لأنه اضطره إلى هذا ولم يحدث الميت على نفسه ما تسقط به الجناية عن الجاني عليه . أعمى أو بصيرا فوقع فيما يخفى عليه مثل حفرة خفية أو شيء خفي أو من ظهر بيت فانخسف به فمات
وكذلك لو لم يضمن الطالب شيئا ; لأن الجاني عليه غيره . . عرض له بدب يطلبه إياه أو أسد فأكله أو فحل فقتله أو لص فقتله