[ ص: 288 ] كراهية ( قال الاستمطار بالأنواء ) : رحمه الله تعالى أخبرنا عن الشافعي عن مالك عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود زيد بن خالد الجهني قال { بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال : قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب ، وأما من قال مطرنا بنوء كذا ، وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب } ( قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ) : رسول الله صلى الله عليه وسلم " بأبي هو وأمي " هو عربي واسع اللسان يحتمل قوله هذا معاني ، وإنما مطر بين ظهراني قوم أكثرهم مشركون لأن هذا في غزوة الشافعي الحديبية ، وأرى معنى قوله ، والله أعلم أن من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك إيمان بالله لأنه يعلم أنه لا يمطر ولا يعطي إلا الله عز وجل وأما من قال مطرنا بنوء كذا ، وكذا على ما كان بعض أهل الشرك يعنون من إضافة المطر إلى أنه أمطره نوء كذا فذلك كفر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن النوء وقت ، والوقت مخلوق لا يملك لنفسه ، ولا لغيره شيئا ، ولا يمطر ، ولا يصنع شيئا فأما من قال : مطرنا بنوء كذا على معنى مطرنا بوقت كذا فإنما ذلك كقوله مطرنا في شهر كذا ، ولا يكون هذا كفرا ، وغيره من الكلام أحب إلي منه ( قال ) : أحب أن يقول مطرنا في وقت كذا ، وقد روي عن الشافعي أنه قال يوم الجمعة ، وهو على المنبر : كم بقي من نوء الثريا ؟ فقام عمر فقال لم يبق منه شيء إلا العواء فدعا ، ودعا الناس حتى نزل عن المنبر فمطر مطرا حيي الناس منه ، وقول العباس هذا يبين ما وصفت لأنه إنما أراد : كم بقي من وقت الثرياء ؟ ليعرفهم بأن الله عز وجل قدر الأمطار في أوقات فيما جربوا كما علموا أنه قدر الحر والبرد بما جربوا في أوقات ، وبلغني أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح ، وقد مطر الناس قال مطرنا بنوء الفتح ثم قرأ { عمر ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها } ، وبلغني أن أوجف بشيخ من عمر بن الخطاب بني تميم غدا متكئا على عكازه ، وقد مطر الناس فقال : أجاد ما أقرى المجدح البارحة ، فأنكر قوله " أجاد ما أقرى المجدح " لإضافة المطر إلى المجدح . عمر