باب أخبرنا ما يكون بعد الدفن الربيع قال ( قال ) : وقد بلغني عن بعض من مضى أنه أمر أن يقعد عند قبره إذا دفن بقدر ما تجزر جزور ( قال ) : وهذا أحسن ، ولم أر الناس عندنا يصنعونه أخبرنا الشافعي عن مالك عن أبيه قال ما أحب أن أدفن هشام بن عروة بالبقيع لأن أدفن في غيره أحب إلي إنما هو واحد رجلين إما ظالم فلا أحب أن أكون في جواره وإما صالح فلا أحب أن ينبش في عظامه ، أخبرنا أنه بلغه عن مالك أنها قالت { عائشة } ( قال كسر عظم الميت ككسر عظم الحي ) : تعني في المأثم ، وإن أخرجت عظام ميت أحببت أن تعاد فتدفن وأحب أن لا يزاد في القبر تراب من غيره وليس بأن يكون فيه تراب من غيره بأس إذا إذا زيد فيه تراب من غيره ارتفع جدا ، وإنما أحب أن يشخص على وجه الأرض شبرا أو نحوه وأحب أن لا يبنى ، ولا يجصص فإن ذلك يشبه الزينة والخيلاء ، وليس الموت موضع واحد منهما ، ولم أر قبور الشافعي المهاجرين والأنصار مجصصة ( قال الراوي ) : عن : { طاوس } ( قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تبنى القبور أو تجصص ) : وقد رأيت من الولاة من يهدم الشافعي بمكة ما يبنى فيها فلم أر الفقهاء يعيبون ذلك فإن كانت القبور في الأرض يملكها الموتى في حياتهم أو ورثتهم بعدهم لم يهدم شيء أن يبنى منها وإنما يهدم إن هدم ما لا يملكه أحد فهدمه لئلا يحجر على الناس موضع القبر فلا يدفن فيه أحد فيضيق ذلك بالناس ( قال ) : وإن الشافعي حفر الذي يسبق حيث شاء وإن جاءوا مما أقرع الوالي بينهم تشاح الناس ممن يحفر للموتى في موضع من المقبرة ، وهي غير ملك لأحد ، وذلك يختلف بالبلدان فيكون في السنة وأكثر فإن عجل أحد بحفر قبره فوجد ميتا أو بعضه أعيد عليه التراب ، وإن خرج من عظامه شيء أعيد في القبر . وإذا دفن الميت فليس لأحد حفر قبره حتى يأتي عليه مدة يعلم أهل ذلك البلد أن ذلك قد ذهب