30 - قوله: (ع): "لأن عبيد الله بن عدي  ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم ينقل أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - . 
قلت: عدي بن الخيار  مات قبل فتح مكة  بمدة وابنه عبيد الله  كان بمكة  لما دخلها النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد وجد في منقولات كثيرة أن الصحابة من النساء والرجال كانوا يحضرون أولادهم إلى النبي - صلى الله عليه  [ ص: 541 ] وسلم - يتبركون بذلك وهذا منهم ، لكن هل يلزم من ثبوت الرؤية له الموجبة لبلوغه شريف الرتبة بدخوله في حد الصحبة  ، أن يكون ما يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يعد مرسلا؟ 
هذا محل نظر وتأمل. والحق الذي جزم به  أبو حاتم الرازي  وغيره من الأئمة أن مرسله كمرسل غيره، وأن قولهم: مراسيل الصحابة - رضي الله عنهم - مقبولة بالاتفاق  إلا عند بعض من شذ، إنما يعنون بذلك من أمكنه التحمل والسماع، أما من لا يمكنه ذلك فحكم حديثه حكم غيره من المخضرمين الذين لم يسمعوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - والله أعلم - . 
وبالجملة فتمثيل  ابن الصلاح  بعبيد الله بن عدي  معترض، لأنه كان يمكنه أن يحفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو تابع في ذلك  لابن عبد البر  فإنه قال - لما ذكر المرسل   - : "هذا الاسم واقع بالإجماع على حديث التابعي الكبير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل أن يقول عبيد الله بن عدي بن الخيار  أو  أبو أمامة بن سهل  ومن كان مثلهما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 
وكذلك من دون هؤلاء  كسعيد بن المسيب   ... إلى آخر كلامه. 
قلت: ولو مثل  بمحمد بن أبي بكر الصديق   - رضي الله عنهما - الذي  [ ص: 542 ] ما أدرك من حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا ثلاثة أشهر لكان أولى وقول شيخنا: "لكونهم عاصروه على القول الضعيف في حد الصحابة - رضي الله تعالى عنهم –". سيأتي لنا إن شاء الله تعالى في معرفة الصحابة - رضي الله عنهم - قدح في ثبوت هذا القول عن أحد من الأئمة مطلقا - إن شاء الله تعالى - . 
				
						
						
