[ ص: 556 ] ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به . معاوية بن أبي سفيان
1670 - أخبرنا حدثنا عبد الله بن محمد الأزدي ، ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق ، ، عن معمر ، عن منصور عباد بن أنيس ، عن ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أبي هريرة المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة .
[ ص: 557 ] قال : العرب تصف باذل الشيء الكثير بطول اليد ، ومتأمل الشيء الكثير بطول العنق ، فقوله صلى الله عليه وسلم : المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة ، يريد أطولهم أعناقا لتأمل الثواب ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه : أسرعكن بي لحوقا أطولكن يدا ، فكانت أبو حاتم سودة أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم لحقت به ، وكانت أكثرهن [ ص: 558 ] صدقة ، وليس يريد بقوله صلى الله عليه وسلم هذا أن المؤذنين هم أكثر الناس تأملا للثواب في القيامة ، وهذا مما نقول في كتبنا : إن العرب تذكر الشيء في لغتها بذكر الحذف عنه ما عليه معوله ، فأراد صلى الله عليه وسلم بقوله : أطول الناس أعناقا ، أي : من أطول الناس أعناقا ، فحذف "من" من الخبر كما قال صلى الله عليه وسلم يحكي عن الله جل وعلا : أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا ، أي : من أقوام أحبهم وهؤلاء منهم ، وهذا باب طويل سنذكره في موضعه من هذا الكتاب في القسم الثالث من أقسام السنن إن قضى الله ذلك وشاءه .