ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عن الزهري سالم
1988 - أخبرنا ، أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر قال : حدثنا قال : حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي عن خالد بن الحارث عن ابن عجلان ، [ ص: 327 ] عن نافع : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، ابن عمر ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون كان يدعو على أقوام في قنوته ، فأنزل الله : .
قال رضي الله عنه : هذا الخبر قد يوهم من لم يمعن النظر في متون الأخبار ، ولا يفقه في صحيح الآثار ، أن القنوت في الصلوات منسوخ ، وليس كذلك ؛ لأن خبر أبو حاتم الذي ذكرناه ، أن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، كان يلعن فلانا وفلانا فأنزل الله : ابن عمر ليس لك من الأمر شيء فيه البيان الواضح لمن وفقه الله للسداد ، وهداه لسلوك الصواب ، أن اللعن على الكفار والمنافقين في الصلاة غير منسوخ ، ولا الدعاء للمسلمين ، والدليل على صحة هذا قوله صلى الله عليه وسلم في خبر : أما تراهم وقد قدموا ؟ تبين لك هذه اللفظة أنهم لولا أنهم قدموا ونجاهم الله من أيدي الكفار [ ص: 328 ] لأثبت القنوت صلى الله عليه وسلم ، وداوم عليه ، على أن في قول الله جل وعلا : أبي هريرة ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ليس فيه البيان بأن اللعن على الكفار أيضا منسوخ ، وإنما هذه آية فيها الإعلام بأن القنوت على الكفار ليس مما يغنيهم عما قضى عليهم أو يعذبهم يريد : بالإسلام يتوب عليهم ، أو بدوامهم على الشرك يعذبهم ، لا أن القنوت منسوخ بالآية التي ذكرناها .