[ ص: 396 ] ذكر خبر ثالث قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه مضاد لخبر ، وخبر عمران بن حصين اللذين ذكرناهما قبل معاوية بن حديج
2675 - أخبرنا قال : حدثنا عبد الله بن محمد الأزدي أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن ابن سيرين ، قال : أبي هريرة ، أبو بكر رضوان الله عليهما ، فهابا أن يكلماه ، قال : وفي القوم رجل إما قصير اليدين - وإما طويلهما - يقال له : وعمر ذو اليدين ، فقال : أقصرت الصلاة يا رسول الله ، أم نسيت ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : لم تقصر الصلاة ولم أنس ، فقال : بل نسيت ، فقال : أصدق ذو اليدين ؟ فقالوا : نعم ، فصلى بنا ركعتين ، ثم سلم ، ثم كبر ، وسجد مثل سجوده أو أطول ، ثم رفع رأسه وكبر ، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ، ثم رفع رأسه وكبر صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي - وأظن أنها الظهر - ركعتين ، ثم قام إلى خشبة في قبلة المسجد ، فوضع يديه عليها ، إحداهما على الأخرى ، وخرج سرعان الناس ، وقالوا : قصرت الصلاة ، وفي القوم .
[ ص: 397 ] قال : ونبئت عن أنه قال : ثم سلم . عمران بن حصين
قال رضي الله عنه : هذه الأخبار الثلاثة قد توهم غير المتبحر في صناعة العلم أنها متضادة ، لأن في خبر أبو حاتم أن أبي هريرة ذا اليدين هو الذي أعلم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، وفي خبر أن عمران بن حصين الخرباق قال للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، وفي خبر أن معاوية بن حديج قال له ذلك ، وليس بين هذه الأحاديث تضاد ولا تهاتر ، وذلك أن خبر طلحة بن عبيد الله ذي اليدين : سلم النبي صلى الله عليه وسلم من الركعتين من صلاة الظهر أو العصر ، وخبر : أنه سلم من الركعة الثالثة من صلاة الظهر أو العصر ، وخبر عمران بن حصين : أنه سلم من الركعتين من صلاة المغرب ، فدل مما وصفنا على أنها ثلاثة أحوال متباينة في ثلاث صلوات لا في صلاة واحدة . معاوية بن حديج