[ ص: 101 ] ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الكسوف يكون لموت العظماء من أهل الأرض
2856 - أخبرنا قال : حدثنا أبو يعلى قال : حدثنا خلف بن هشام البزار عن أبو عوانة الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد عن ، قال : سمرة بن جندب : بينا أنا وغلام من الأنصار نرمي غرضا لنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا طلعت الشمس فكانت في عين الناظر قيد رمح أو رمحين اسودت ، فقال أحدنا لصاحبه : انطلق بنا إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوالله لتحدثن هذه الشمس اليوم لرسول الله في أمته حديثا ، قال : فدفعنا إلى المسجد ، فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين خرج فاستقام فصلى فقام بنا كأطول ما قام في صلاة قط ، لا نسمع له صوتا . سمرة
ثم قام ففعل مثل ذلك بالركعة الثانية ، ثم جلس فوافق جلوسه تجلي الشمس ، فسلم وانصرف فحمد الله وأثنى عليه وشهد أن لا إله إلا الله وأنه عبد الله ورسوله ، ثم قال : يا أيها الناس إنما أنا بشر رسول أذكركم بالله إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء بتبليغ رسالات ربي [ ص: 102 ] لما أخبرتموني ، فقال الناس : نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ، ونصحت لأمتك ، وقضيت الذي عليك .
ثم قال : أما بعد فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس ، وكسوف هذا القمر ، وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض ، وإنهم كذبوا ، ولكنها آيات الله يعتبر بها عباده لينظر من يحدث منهم توبة ، وإني والله لقد رأيت ما أنتم لاقون في أمر دنياكم ، وآخرتكم مذ قمت أصلي ، وإنه والله ما تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا أحدهم الأعور الدجال ممسوح عين اليسرى ، كأنها عين أبي تحيى شيخ من الأنصار ، بينه وبين حجرة عائشة خشبة .
وإنه متى يخرج ، فإنه سوف يزعم أنه الله ، فمن آمن به وصدقه واتبعه ، فليس ينفعه عمل صالح من عمل سلف ، وإنه سيظهر على الأرض كلها غير الحرم ، وبيت المقدس ، وإنه يسوق المسلمين إلى بيت المقدس ، فيحاصرون حصارا شديدا . قال : وظني أنه قد حدثني أن الأسود عيسى ابن مريم يصيح فيه ، [ ص: 103 ] فيهزمه الله وجنوده ، حتى إن أصل الحائط ، أو جذم الشجرة لينادي : يا مؤمن هذا كافر ، مستتر بي ، تعال فاقتله ، ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أمورا عظاما يتفاقم شأنها في أنفسكم ، وتساءلون بينكم : هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرا ؟ وحتى تزول جبال عن مراتبها ، قال : ثم على إثر ذلك القبض ، ثم قبض أطراف أصابعه قام يوما خطيبا فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ، ثم قال مرة أخرى : وقد حفظت ما قال ، فذكر هذا فما قدم كلمة عن منزلها ولا أخر أخرى .