ذكر الخبر الدال على من امتحن بمحنة في الدنيا فيلقاها بالصبر والشكر يرجى له زوالها عنه في الدنيا مع ما يدخر له من الثواب في العقبى 
 2898  - أخبرنا  محمد بن الحسن بن قتيبة  حدثنا  حرملة بن يحيى  حدثنا  ابن وهب  أخبرنا نافع بن يزيد  عن  عقيل  عن  ابن شهاب  عن  أنس بن مالك  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  [ ص: 158 ] إن أيوب  نبي الله صلى الله عليه وسلم لبث في بلائه ثمان عشرة سنة ، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه ، كانا يغدوان إليه ويروحان ، فقال أحدهما لصاحبه : تعلم والله لقد أذنب أيوب  ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين ، قال له صاحبه : وما ذاك ؟ قال : منذ ثمان عشرة سنة لم يرحمه الله ، فيكشف ما به ، فلما راح إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له . 
فقال أيوب   : لا أدري ما تقول غير أن الله يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله ، فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق ، قال : وكان يخرج إلى حاجته ، فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها ، فأوحى الله إلى أيوب  في مكانه اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب  فاستبطأته فبلغته ، فأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء ، فهو أحسن ما كان ، فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك ، هل رأيت نبي الله هذا المبتلى ، والله على ذلك ما رأيت أحدا كان أشبه به منك إذ كان صحيحا ، قال : فإني أنا هو . وكان له أندران :  [ ص: 159 ] أندر القمح ، وأندر الشعير ، فبعث الله سحابتين ، فلما كانت إحداهما على أندر القمح ، أفرغت فيه الذهب حتى فاضت ، وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاضت   . 
				
						
						
