ذكر الإخبار عما يجب على المرء من الشكر لله
جل وعلا بأعضائه على نعمه ، ولا سيما
إذا كانت النعمة تعقب بلوى تعتريه
314 - أخبرنا حدثنا أبو يعلى ، ، حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا همام بن يحيى ، ، حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عبد الرحمن بن أبي عمرة ، أن حدثه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : أبا هريرة بني إسرائيل : أبرص وأقرع وأعمى ، فأراد الله أن يبتليهم ، فبعث إليهم ملكا ، فأتى الأبرص ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن ، وجلد حسن . قال : فأي المال أحب [ ص: 14 ] إليك ؟ قال : الإبل . فمسحه ، فذهب عنه ، قال : وأعطي ناقة عشراء ، فقال : بارك الله لك فيها .
قال : وأتى الأقرع ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : شعر حسن ، ويذهب عني هذا الذي قد قذرني الناس ، قال : " فمسحه فذهب عنه ، وأعطي شعرا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : البقر . قال : فأعطي بقرة حافلة ، قال : بارك الله لك فيها .
قال : وأتى الأعمى ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس ، فمسحه فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الغنم . قال : فأعطي شاة والدا ، وأنتج هذان ، وولد هذا ، فكان لهذا واد من الإبل ، ولهذا واد من البقر ، ولهذا واد من الغنم .
[ ص: 15 ] قال : ثم أتى الأبرص في صورته وهيئته ، فقال : رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ بي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن ، والجلد الحسن والمال ، بعيرا أتبلغ به في سفري . فقال : الحقوق كثيرة ، فقال : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرص يقذرك الناس ، فقيرا فأعطاك الله المال ؟ فقال : إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر ، فقال : إن كنت كاذبا ، فصيرك الله إلى ما كنت .
قال : ثم أتى الأقرع في صورته ، فقال له مثل ما قال لهذا ، فرد عليه مثل ما رد هذا ، فقال : إن كنت كاذبا ، فصيرك الله إلى ما كنت .
وأتى الأعمى في صورته وهيئته ، فقال : رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري . فقال : قد كنت أعمى فرد الله علي بصري ، فخذ ما شئت ، ودع ما شئت ، فوالله [ ص: 16 ] لا أجهدك اليوم شيئا أخذته لله ، فقال : أمسك مالك ، فإنما ابتليتم ، فقد رضي عنك ، وسخط على صاحبيك إن ثلاثة في .