ذكر البيان بأن قوله - صلى الله عليه وسلم - : " أصمت من سرر هذا الشهر ؟ " أراد به سرار شعبان
3588 - أخبرنا قال : حدثنا أبو يعلى قال : أخبرنا عبد الأعلى بن حماد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن مطرف عمران بن حصين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له أو لرجل : أصمت من سرر شعبان شيئا ؟ قال : لا ، قال : فإذا أفطرت فصم يومين .
[ ص: 355 ] قال : قوله صلى الله عليه وسلم: "أصمت من سرر هذا الشهر " لفظة استخبار عن فعل مرادها الإعلام بنفي جواز استعمال ذلك الفعل المستخبر عنه كالمنكر عليه لو فعله ، وهذا كقوله - صلى الله عليه وسلم - أبو حاتم لعائشة "أتسترين الجدار" أراد به الإنكار عليها بلفظ الاستخبار ، وأمره - صلى الله عليه وسلم - بصوم يومين من شوال ، أراد به أنها السرار ، وذلك أن الشهر إذا كان تسعا وعشرين يستتر القمر يوما واحدا ، وإذا كان الشهر ثلاثين يستتر القمر يومين ، والوقت الذي خاطب - صلى الله عليه وسلم - بهذا الخطاب يشبه أن يكون عدد شعبان كان ثلاثين ، من أجله أمر بصوم يومين من شوال .