[ ص: 140 ]  4 - باب حق الوالدين 
 409  - أخبرنا عبد الله بن صالح البخاري  ببغداد  حدثنا  الحسن بن علي الحلواني  حدثنا عمران بن أبان  حدثنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث  عن أبيه  عن جده  ، قال : صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر ، فلما رقي عتبة ، قال : " آمين " ، ثم رقي عتبة أخرى ، فقال : " آمين " ، ثم رقي عتبة ثالثة ، فقال : " آمين " ، ثم قال : أتاني جبريل  ، فقال : يا محمد  ، من أدرك رمضان فلم يغفر له ، فأبعده الله ، قلت : آمين ، قال : ومن أدرك والديه أو أحدهما ، فدخل النار ، فأبعده الله ، قلت : آمين ، فقال : ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك ، فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين   " . 
 [ ص: 141 ] قال  أبو حاتم   : في هذا الخبر دليل على أن المرء قد استحب له ترك الانتصار لنفسه ، ولا سيما إذا كان المرء ممن يتأسى بفعله ، وذاك أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لما قال له جبريل   : " من أدرك رمضان فلم يغفر له ، فأبعده الله " ، بادر - صلى الله عليه وسلم - بأن قال :  [ ص: 142 ]  " آمين " ، وكذلك في قوله : " ومن أدرك والديه ، أو أحدهما ، فدخل النار ، فأبعده الله " ، فلما قال له : " ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله " ، فلم يبادر إلى قوله : " آمين " عند وجود حظ النفس فيه ، حتى قال جبريل  قل : آمين ، قال : قلت : آمين ، أراد به - صلى الله عليه وسلم - التأسي به في ترك الانتصار للنفس بالنفس ، إذ الله جل وعلا هو ناصر أوليائه في الدارين ، وإن كرهوا نصرة الأنفس في الدنيا . 
				
						
						
