[ ص: 40 ] ذكر ما يستحب للإمام أن يوصي بعض الجيش إذا سواهم للكمين بما يجب عليهم علمه واستعماله 
 4738  - أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك  حدثنا محمد بن عثمان العجلي  حدثنا  عبيد الله بن موسى  عن  إسرائيل  عن  أبي إسحاق  عن  البراء  ، قال : لما كان يوم الأحزاب ، أو يوم أحد ، ولقينا المشركين ، أجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا من الرماة ، وأمر عليهم عبد الله بن جبير  ، وقال : لا تبرحوا من مكانكم ، إن رأيتمونا ظهرنا عليهم ، وإن رأيتموهم ظهروا علينا ، فلا تعينونا ، فلما لقينا القوم وهزمهم المسلمون ، حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل ، قد رفعن عن سوقهن ، قد بدت خلاخيلهن ، فأخذوا ينقلبون ، ويقولون الغنيمة ، الغنيمة ، فقال لهم عبد الله   : مهلا ، أما علمتم ما عهد إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقوا ، فلما أتوهم صرف الله وجوههم ، فأصيب من المسلمين تسعون قتيلا ، ثم إن أبا سفيان  أشرف علينا وهو على نشز ، فقال : أفي القوم محمد  ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تجيبوه ،  [ ص: 41 ] ثم قال : أفي القوم  ابن أبي قحافة  ؟ ثلاثا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تجيبوه ، ثم قال : أفي القوم  عمر بن الخطاب  ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تجيبوه ، فالتفت إلى أصحابه ، فقال : أما هؤلاء ، فقد قتلوا لو كانوا أحياء لأجابوا ، فلم يملك  عمر  نفسه ، أن قال : كذبت يا عدو الله ، قد أبقى الله لك ما يخزيك ، فقال : اعل هبل اعل هبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجيبوه ، فقالوا : ما نقول ؟ قال : قولوا الله أعلى وأجل ، فقال أبو سفيان   : ألا لنا العزى ، ولا عزى لكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجيبوه ، قالوا : ما نقول ؟ قال : قولوا الله مولانا ، ولا مولى لكم ، فقال أبو سفيان   : يوم بيوم بدر والحرب سجال ، أما إنكم ستجدون في القوم مثلة ، لم آمر بها ، ولم تسؤني   . 
 [ ص: 42 ] قال  أبو حاتم   : هكذا حدثنا تسعون قتيلا ، وإنما هو سبعون قتيلا . 
				
						
						
