الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

صحيح ابن حبان

ابن حبان - أبو حاتم محمد بن حبان البستي

صفحة

جزء

ذكر الزجر عن قتل الحربي إذا خاف حد السيف فقال : أسلمت لله

4750 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا الوليد قال : حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبيد الله بن عدي بن الخيار ، [ ص: 55 ] عن المقداد بن الأسود ، قال : قلت : يا رسول الله ، لقيت رجلا من المشركين فقطع يدي ، ثم لاذ مني بشجرة ، فقال : أسلمت لله ، أأقتله ؟ قال : لا ، قلت : يا رسول الله ، إنه قطع يدي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقتله ؛ فإنك إن قتلته كان بمنزلتك ، قبل أن تقتله ، وكنت بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال .

[ ص: 56 ] قال أبو حاتم : معنى قوله : وكنت بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال ، يريد به : أنك إن قتلته بعدما أنهاك عنه مستحلا له ، كنت كذلك ، وله معنى آخر : وهو أنك إن قتلته كنت بمنزلته يريد أنك تقتل قودا به كقتلك المسلم .

ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ قَتْلِ الْحَرْبِيِّ إِذَا خَافَ حَدَّ السَّيْفِ فَقَالَ : أَسْلَمْتُ لِلَّهِ

4750 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ ، [ ص: 55 ] عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقَطَعَ يَدِي ، ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ ، فَقَالَ : أَسْلَمْتُ لِلَّهِ ، أَأَقْتُلُهُ ؟ قَالَ : لَا ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّهُ قَطَعَ يَدِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا تَقْتُلْهُ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ قَتَلْتَهُ كَانَ بِمَنْزِلَتِكَ ، قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ ، وَكُنْتَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَالَ .

[ ص: 56 ] قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَعْنَى قَوْلِهِ : وَكُنْتَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَالَ ، يُرِيدُ بِهِ : أَنَّكَ إِنْ قَتَلْتَهُ بَعْدَمَا أَنْهَاكَ عَنْهُ مُسْتَحِلًّا لَهُ ، كُنْتَ كَذَلِكَ ، وَلَهُ مَعْنًى آخَرُ : وَهُوَ أَنَّكَ إِنْ قَتَلْتَهُ كُنْتَ بِمَنْزِلَتِهِ يُرِيدُ أَنَّكَ تُقْتَلُ قَوَدًا بِهِ كَقَتْلِكَ الْمُسْلِمَ .

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث