[ ص: 169 ] ذكر السبب الذي من أجله لم يأخذ في الابتداء سلب قتيله الذي ذكرناه أبو قتادة
4838 - أخبرنا حدثنا أبو يعلى ، عبد الواحد بن غياث قال : حدثنا عن حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، أنه قال : أنس بن مالك هوازن جاءت يوم حنين بالشاء والإبل والغنم ، فجعلوها صفين ؛ ليكثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فالتقى المسلمون والمشركون ، فولى المسلمون مدبرين ، كما قال الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا عبد الله ورسوله ، فهزم الله المشركين ، ولم نضرب بسيف ولم نطعن برمح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ : من قتل كافرا فله سلبه ، فقتل يومئذ عشرين رجلا ، وأخذ أسلابهم ، فقال أبو طلحة : يا رسول الله ، إني ضربت رجلا على حبل العاتق ، وعليه درع ، فأعجلت عنه أن آخذها ، فانظر مع من هي ، فقام رجل ، فقال : يا رسول الله أنا أخذتها ، فأرضه مني وأعطنيها ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت ، فقال أبو قتادة : لا يفيئها الله على أسد من أسده ، ويعطيكها ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : صدق عمر ، ولقي عمر أبو طلحة أم سليم ، ومعها خنجر ، فقال : يا أم سليم ما هذا معك ؟ قالت : أردت إن دنا مني بعض المشركين أن أبعج به بطنه ، فقال : يا رسول الله ، ألا تسمع ما تقول [ ص: 170 ] أبو طلحة أم سليم ؟ قالت : يا رسول الله ، أقتل بها الطلقاء ، انهزموا بك ، فقال صلى الله عليه وسلم : يا أم سليم إن الله قد كفى وأحسن إن .