[ ص: 236 ] ذكر الاستحباب للمرء أن ترى عليه أثر نعمة الله وإن كانت تلك النعمة في رأي العين قليلة ؛ إذ القليل من نعم الله كثير 
 5418  - أخبرنا  الحسين بن إدريس الأنصاري  أخبرنا  أحمد بن أبي بكر  عن  مالك  عن  زيد بن أسلم  عن  جابر بن عبد الله  قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أنمار قال : فبينما أنا نازل تحت شجرة إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فقلت : يا رسول الله هلم إلى الظل قال : فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  جابر   : فقمت إلى غرارة لنا فالتمست فيها ، فوجدت فيها جرو قثاء فكسرته ، ثم قربته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أين لكم هذا ؟ فقلت : خرجنا به يا رسول الله من المدينة  قال :  جابر   : وعندنا صاحب لنا نجهزه ليذهب يرعى ظهرنا قال : فجهزته ثم أدبر يذهب في الظهر وعليه بردان له قد خلقا قال : فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أما له ثوبان غير هذين ؟ قال : فقلت : يا رسول الله له ثوبان في العيبة كسوته إياهما قال : فادعه فمره فليلبسهما ، قال : فدعوته فلبسهما ، ثم ولى يذهب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما له ضرب الله عنقه ، أليس هذا خيرا ؟ فسمعه الرجل ، فقال : يا رسول الله في سبيل الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : في سبيل الله ، فقتل الرجل في سبيل  [ ص: 237 ] الله   . 
قال  أبو حاتم  رحمه الله : هكذا كانت نية المصطفى صلى الله عليه وسلم في البداية . 
 وزيد بن أسلم  سمع  جابر بن عبد الله  ؛ لأن  جابرا  مات سنة  [ ص: 238 ] تسع وسبعين ، ومات  أسلم مولى عمر  في إمارة  معاوية  سنة بضع وخمسين ، وصلى عليه  مروان بن الحكم  ، وكان على المدينة  إذ ذاك ، فهذا يدلك على أنه سمع  جابرا  ، وهو كبير ، ومات  زيد بن أسلم  سنة ست وثلاثين ومائة ، وقد  عمر   . 
				
						
						
