[ ص: 478 ] ذكر الزجر عن الهجران بين المسلمين أكثر من ثلاث ليال
5662 - أخبرنا قال : حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا ابن أبي السري قال : أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عوف بن الحارث وهو ابن أخي عائشة لأمها ، أن عائشة حدثت قال في بيع أو عطاء أعطته : والله لتنتهين عبد الله بن الزبير عائشة أو لأحجرن عليها ، قالت عائشة حين بلغها ذلك : إن لله علي نذرا أن لا أكلم أبدا ، فاستشفع ابن الزبير حين طالت هجرتها له إليها ، فقالت ابن الزبير عائشة : والله لا أشفع فيه أحدا ولا أحنث في نذري الذي نذرت أبدا ، فلما طال ذلك على كلم ابن الزبير المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث ، وهما من بني زهرة ، فقال لهما : نشدتكما بالله إلا أدخلتماني على عائشة ، فإنه لا يحل لها أن تنذر في قطيعتي ، فأقبل المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود وقد اشتملا عليه ببرديهما حتى استأذنا على بعبد الله بن الزبير عائشة ، [ ص: 479 ] فقالا : السلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، إيه ندخل يا أم المؤمنين ؟ فقالت عائشة : ادخلا ، فقالا : كلنا ؟ قالت : نعم ادخلوا كلكم ، ولا تعلم عائشة أن معهما ، فلما دخلوا اقتحم ابن الزبير الحجاب ودخل على ابن الزبير عائشة فاعتنقها وطفق يناشدها ويبكي ، وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدان عائشة ، ويقولان لها : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عما عملتيه ، وإنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، فلما أكثرا على عائشة التذكرة ، طفقت تذكرهم وتبكي ، وتقول : إني نذرت والنذر شديد ، فلم يزالا بها حتى كلمت ، ثم أعتقت عن نذرها ذلك أربعين رقبة ، ثم كانت بعدما أعتقت أربعين رقبة تبكي حتى تبل دموعها خمارها ابن الزبير أن .
قال : أبو حاتم عائشة هي خالة لأن عبد الله بن الزبير ؛ أم عبد الله بن الزبير أسماء بنت أبي بكر أخت عائشة .