[ ص: 522 ] ذكر تكذيب المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم وردهم عليه ما آتاهم به من الله عز وجل
6564 - أخبرنا حدثنا أحمد بن علي بن المثنى أخبرنا وهب بن بقية عن خالد عن محمد بن عمرو أبيه عن ، قال : قال جده : عمرو بن العاص الإسكندرية ، فقال عظيم من عظمائهم : أخرجوا إلي رجلا يكلمني وأكلمه ، فقلت : لا يخرج إليه غيري ، فخرجت ومعي ترجماني ومعه ترجمانه حتى وضع لنا منبر ، فقال : ما أنتم ؟ فقلت : إنا نحن العرب ، ونحن أهل الشوك والقرظ ، ونحن أهل بيت الله ، كنا أضيق الناس أرضا ، وأشدهم عيشا ، نأكل الميتة والدم ، ويغير بعضنا على بعض بأشد عيش عاش به الناس ، حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا - يومئذ - شرفا ، ولا أكثرنا مالا ، وقال : أنا رسول الله إليكم ، يأمرنا بما لا نعرف ، وينهانا عما كنا عليه ، وكانت عليه آباؤنا ، فكذبناه ، ورددنا عليه مقالته ، حتى خرج إليه قوم من غيرنا ، فقالوا : نحن نصدقك ، ونؤمن بك ، ونتبعك ، ونقاتل من قاتلك ، فخرج إليهم ، وخرجنا إليه ، فقاتلناه ، فقتلنا ، [ ص: 523 ] وظهر علينا ، وغلبنا ، وتناول من يليه من العرب ، فقاتلهم حتى ظهر عليهم ، فلو يعلم من ورائي من العرب ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلا جاءكم حتى يشرككم فيما أنتم فيه من العيش ، فضحك ، ثم قال : إن رسولكم قد صدق ، قد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاء به رسولكم ، فكنا عليه حتى ظهرت فينا ملوك ، فجعلوا يعملون بأهوائهم ، ويتركون أمر الأنبياء ، فإن أنتم أخذتم بأمر نبيكم لم يقاتلكم أحد إلا غلبتموه ، ولم يشارككم أحد إلا ظهرتم عليه ، فإذا فعلتم مثل الذي فعلنا ، وتركتم أمر نبيكم وعملتم مثل الذي عملوا بأهوائهم ، فخلى بيننا وبينكم ، لم تكونوا أكثر عددا منا ، ولا أشد منا قوة . قال : فما كلمت رجلا قط أمكر منه عمرو بن العاص . خرج جيش من المسلمين أنا أميرهم ، حتى نزلنا