[ ص: 178 ] ذكر الخبر الدال على أن دعاء المرء بأوثق عمله قد يرجى له إجابة ذلك الدعاء 
 897  - أخبرنا  الحسن بن سفيان  حدثنا  محمد بن بشار  حدثنا  أبو عاصم  حدثني  ابن جريج  ، أخبرني  موسى بن عقبة  عن  نافع  عن  ابن عمر  ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خرج ثلاثة يتماشون ، فأصابهم مطر ، فدخلوا كهف جبل ، فانحط عليهم حجر فسد عليهم الطريق ، فقالوا : ادعوا الله بأوثق أعمالكم . فقال واحد منهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان شيخان كبيران ، وأني رحت يوما فحلبت لهما ، فأتيتهما وهما نائمان ، فكرهت أن أوقظهما ، وكرهت أن أسقي ولدي ، وصبيتي عند رجلي يتضاغون ، فقمت قائما حتى انفجر الصبح فسقيتهما ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا وأرنا السماء قال : فانفرج فرجة فرأوا السماء . 
 [ ص: 179 ] وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كانت لي بنت عم وكنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ، وأني سألتها نفسها فقالت: لا حتى تأتيني بمئة دينار ، فسعيت فيها حتى جمعتها ، فأتيتها ، فلما قعدت بين رجليها قالت يا عبد الله اتق الله ، ولا تفض الخاتم إلا بحقه ، فتركتها ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا وأرنا السماء قال : فزالت قطعة من الحجر ورأوا السماء ، وقال الآخر اللهم إني استعملت أجيرا بفرق من الأرز فلما كان الليل أعطيته فلم يأخذ أجره وتسخطه فأخذت الفرق فزرعته حتى صار من ذلك بقرا وغنما فأتاني بعد ذلك ، قال يا عبد الله اتق الله ، ولا تظلمني أجري فقلت خذ هذه البقر وراعيها ، فقال اتق الله ، ولا تهزأ بي ، قلت: ما أهزأ بك فهو لك ، ولو شئت لم أعطه إلا الفرق ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك ، وخشية عذابك ، فافرج عنا فزال الحجر وخرجوا . 
				
						
						
