آخر
2616 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح الصيدلاني - بأصبهان - أن أخبرهم - وهو حاضر - أبنا أبا علي الحسن بن أحمد الحداد ، أبنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله عبد الله بن جعفر ، أخبرنا ، ثنا إسماعيل بن عبد الله سمويه ، أبنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم نافع بن يزيد ، أبنا ، عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنس أيوب عليه السلام لبث به [ ص: 183 ] بلاؤه ثمانية عشر سنة أو شهرا - فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه به ، كانا يغدوان إليه ويروحان ، فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم : تعلم والله إن أيوب قد أذنب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين ، فقال له صاحبه : وما ذاك ؟ قال : منذ ثمانية عشر شهرا لم يرحمه الله فيكشف ما به ، فلما راحا إلى أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له ، فقال أيوب عليه السلام : ما أدري ما تقولان غير أن الله تعالى يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتراغمان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما أن يذكر الله إلا في حق ، وكان يخرج لحاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها ، فأوحي إلى أيوب عليه السلام في مكانه اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب فاستبطأته ، فتلقته ينظر وأقبل عليها قد أذهب الله تعالى ما به من البلاء وهو أحسن ما كان ، فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله عليه السلام هذا المبتلى ؟ والله على ذلك ما رأيت أشبه به منك إذ كان صحيحا ، قال : فإني أنا هو .
وكان له أندران ، أندر للقمح وأندر للشعير ، فبعث الله تعالى سحابتين ، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض ، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض إن نبي الله .
رواه الإمام في حديث محمد بن يحيى الذهلي عن [ ص: 184 ] الزهري وفيه : ثمانية عشر سنة ، بغير الشك ، وقد رواه سعيد بن الحكم ، عن عبد الله بن وهب نافع بن يزيد .