آخر
2619 - أخبرنا أبو الطاهر المبارك بن أبي المعالي ابن المعطوش - بقراءتي عليه بالجانب الغربي من بغداد - قلت له : أخبركم هبة الله بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع فأقر به ، أبنا الحسن بن علي ، أبنا ، ثنا أحمد بن جعفر عبد الله ، ثنا ، ثنا أبي ، ثنا عبد الرزاق ، عن [ ص: 187 ] معمر ، أخبرني الزهري قال : أنس بن مالك عبد الله بن عمرو بن العاص فقال : إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا ، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت ؟ قال : نعم .
قال : فكان أنس عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليال ، فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى تقوم صلاة الفجر .
قال عبد الله : غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا ، فلما مضت الثلاث وكدت أن أحتقر عمله ، قلت : يا عبد الله ، لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلعت أنت الثلاث المرات ، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به ، فلم أرك تعمل كبير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ما هو إلا ما رأيت ، قال : فلما وليت دعاني فقال : ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله عز وجل إياه ، فقال عبد الله : هذه الذي بلغت بك ، وهي التي لا نطيق كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلع رجل من الأنصار تنظف لحيته من وضوئه ، قد تعلق نعليه في يده الشمال ، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا ، فطلع ذلك الرجل على مثل حالته الأولى ، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه .
رواه في كتاب عمل يوم وليلة ، عن النسائي [ ص: 188 ] عن سويد بن نصر ، عن عبد الله بن المبارك بنحوه . معمر
ورواه ، عن عبد بن حميد ، أبنا عبد الرزاق ، عن معمر : أن الزهري أخبره ، فذكره . أنس بن مالك